فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمۡۖ وَلَا يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ وَإِن تَشۡكُرُواْ يَرۡضَهُ لَكُمۡۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (7)

{ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور } :

والواحد القهار ، الخلاق الرزاق ، الولي الحميد ، المستحق للعبادة ، لا ينفعه اهتداء المهتدين ، ولا يضره ضلال الضالين ، فهو غني عما سواه ، غني عن طاعة الطائعين ، وعن شكر الشاكرين ، وإيمان المؤمنين ؛ ولا يضره انتفاء ذلك .

مما جاء في الصحيح : ( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا ) . بل نطقت بذلك الآية الكريمة : { وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد } .

-إن تكفروا أيها المشركون بالله فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده المؤمنين الذين أخلصهم لعبادته وطاعته الكفر .

ومن يشكر يُثِبْه الله ويُثْنِي الله عليه لشكره ربه ، ولا تكسب كل نفس إلا عليها ، ولا يحمل أحد ذنب غيره-إلا أن يكون قد أغواه-ثم نرجع إلى الوقوف بين يدي ربنا يوم بعثنا-بل ومن حين نُدَلّى في حُفَرِنَا-فيجزى كل بما قال وبما عمل ، بل وبما اعتزم ؛ فإنه سبحانه محيط علما بوسوسة الصدور ، وسيجزي الذين أحسنوا بالحسنى ، ويجزي الكافرين والمسيئين بما عملوا .