الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمۡۖ وَلَا يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ وَإِن تَشۡكُرُواْ يَرۡضَهُ لَكُمۡۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (7)

ثم قال تعالى : { إن تكفروا فإن الله غني عنكم } .

قال ابن عباس : هو خاص ( عنى به الكفار الذين ){[58681]} لم يرد الله أن يطهر قلوبهم{[58682]} .

وقوله : { ولا يرضى لعباده الكفر } أي : لعباده الذين أخلصهم لطاعته وحبب إليهم الإيمان .

وقيل : هو عام للجميع ، وهو الاختيار{[58683]} ، إذ ليس يرضى الله الكفر لأحد من خلقه .

فإن جعلت ( يرضى ) بمعنى : يريد حسن القول{[58684]} الأول ، وفيه نظر .

ثم قال تعالى : { وإن تشكروا يرضه لكم } أي : إن تطيعوه يرضه لكم .

ثم قال : { ولا تزر وازرة وزر أخرى } أي لا يحمل أحد ذنبا عن أحب ، ولا يؤخذ أحد بذنب أحد .

ثم قال تعالى { ثم إلى ربكم مرجعكم } أي : مصيركم إليه في الآخرة فيخبركم بما كنتم تعملون في الدنيا من خير وشر فيجازيكم عليه ، ولا يخفى عليه من أمركم شيء .

{ إنه عليم بذات الصدور } أي : عليم بما أضمرتم في الصدور وغير ذلك مما ظهر وبطن{[58685]} ، فلا يخفي عليه شيء من أعمالكم بل يجازيكم بها : المحسن بالإحسان ، والمسيء بما يستحقه ويجب عليه .


[58681]:(ح): (غنى بالكفار بن السلام).
[58682]:انظر: جامع البيان 23/126. وفيه بعض الزيادة. وانظر: المحرر الوجيز 14/63.
[58683]:واختار الطبري أيضا في جامع البيان 23/126 والمحرر الوجيز 14/63.
[58684]:(ح) : (الخلق).
[58685]:(ح): وما بطن.