صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَهُمۡ يَصۡطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} (37)

{ وهم يصطرخون فيها } يستغيثون ويضجون في النار رافعين أصواتهم . افتعال من الصراخ وهو الصياح بجهد ومشقة ، ويستعمل كثيرا في الاستغاثة ؛ لجهد المستغيث صوته . والصارخ : المستغيث . وأصله يصترخون ؛ فأبدلت التاء طاء لقرب مخرجها من الصاد لما ثقلت . { أو لم نعمركم } أي ألم نمهلكم ونعمركم العمر الذي يتمكن من التذكر فيه من أراد التذكر ! .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَهُمۡ يَصۡطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} (37)

{ يصطرخون } يفتعلون من الصراخ أي : يستغيثون فيقولون : ربنا أخرجنا وفي قولهم : { غير الذي كنا نعمل } اعتراف بسوء عملهم وتندم عليه .

{ أولم نعمركم } توبيخ لهم وإقامة حجة عليهم وقيل : إن مدة التذكير ستون سنة وقيل : أربعون وقيل : البلوغ والأول أرجح لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من عمره الله ستين سنة ) . فقد أعذر إليه في العمر .

{ وجاءكم النذير } : يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، وقيل : يعني الشيب لأنه نذير بالموت والأول أظهر .