{ وهم يصطرخون } : بني من الصرخ يفتعل ، وأبدلت من التاء طاء ، وأصله يصرخون ، والصراخ : شدة الصياح ، قال الشاعر :
صرخت حبلى أسلمتها قبيلها . . .
واستعمل في الاستغاثة لجهة المستغيث صوته ، قال الشاعر :
وطول اصطراخ المرء في بعد قعرها *** وجهد شقي طال في النار ما عوى
{ ربنا أخرجنا } : أي قائلين ربنا أخرجنا منها ، أي من النار ، وردنا إلى الدنيا .
{ نعمل صالحاً } قال ابن عباس : نقل : لا إله إلا الله ، { غير الذين كنا نعمل } ، أي من الشرك ، ونمتثل أمر الرسل ، فنؤمن بدل الكفر ، ونطيع بدل المعصية .
وقال الزمخشري : هل اكتفى بصالحاً ، كما اكتفى به في { ارجعنا نعمل صالحاً } وما فائدة زيادة { غير الذي كنا نعمل } على أنه يوهم أنهم يعملون صالحاً آخر غير الصالح الذي عملوه ؟ قالت : فائدته زيادة التحسر على ما عملوه من غير الصالح مع الاعتراف به ، وأما الوهم فزائل بظهور حالهم في الكفر وركوب المعاصي ، ولأنهم كانوا يحسنون صنعاً فقالوا : أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نحسبه صالحاً فنعمله . انتهى .
روي أنهم يجابون بعد مقدار الدنيا : { أوَلم نعمركم } ، وهو استفهام توبيخ وتوقيف وتقرير ، وما مصدرية ظرفية ، أي مدة يذكر .
وقرأ الجمهور : { ما يتذكر فيه من تذكر } .
وقرأ الأعمش : ما يذكر فيه ، من اذكر ، بالادغام واجتلاب همزة الوصل ملفوظاً بها في الدرج .
وهذه المدة ، قال الحسن : البلوغ ، يريد أنه أول حال التذكر ، وقيل : سبع عشرة سنة .
وقال عمر بن عبد العزيز : عشرون .
وقال ابن عباس : أربعون ؛ وقيل : خمسون .
وقال علي : ستون ، وروي ذلك عن ابن عباس .
{ وجاءكم } معطوف على { أوَلم نعمركم } ، لأن معناه : قد عمرناكم ، كقوله : { ألم نربّك فينا وليداً } وقوله : { ألم نشرح لك صدرك } ثم قال : { ولبثت فينا } وقال { ووضعنا } لأن المعنى قدر بيناك وشرحنا .
والنذير جنس ، وهم الأنبياء ، كل نبي نذير أمته .
وقرىء : النذر جمعاً ، وقيل : النذير : الشيب ، قاله ابن عباس ، وعكرمة ، وسفيان ، ووكيع ، والحسن بن الفضل ، والفراء ، والطبري .
وقيل : موت الأهل والأقارب ؛ وقيل : كمال السفل .
وقرأ جناح بن حبيش : عالم منوناً ، غيب نصباً ؛ والجمهور : على الإضافة .
ومجيء هذه الجملة عقيب ما قبلها هو أنه تعالى ذكر أن الكافرين يعذبون دائماً مدة كفرهم كانت مدة يسيرة منقطعة
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.