ثم أخبر عن حالهم فيها فقال عز وجل : { وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا } أي : يستغيثون . يقال : صرخ يصرخ إذا أغاث واستغاث وهو من الأضداد . ويستعمل للإغاثة والاستغاثة ، لأن كل واحد منهما يصلح وهو افتعال من الصراخ . يعني : يدعون في النار ويقولون : { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صالحا غَيْرَ الذي كُنَّا نَعْمَلُ } يعني : نعمل غير الشرك وغير المعصية . يقول الله تعالى : { أَوَلَمْ نُعَمّرْكُمْ } يعني : أولم نعطكم من العمر والمهلة في الدنيا { مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ } يعني : يتعظ فيه من أراد أن يتعظ .
وروى مجاهد عن ابن عباس في قوله { أَوَلَمْ نُعَمّرْكُمْ } قال : العمر ستون سنة { وَجَاءكُمُ النذير } يعني : الشيب والهرم . وروي أن إبراهيم الخليل أول من رأى الشيب ، فقال : يا رب ما هذا ؟ فقال : هذا وقار في الدنيا ، ونور في الآخرة . فقال : يا رب زدني وقاراً . ويقال : { أَوَلَمْ نُعَمّرْكُمْ } يعني : أولم نعطكم ، ونطول أعماركم و { مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ من تذكر } أي : مقدار ما يتعظ فيه من يتعظ .
وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « لَقَدَ أَعْذَرَ الله إلَى عَبْدٍ أحْيَاهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً أزَالَ عُذْرَهُ » { وَجَاءكُمُ النذير } أي : الرسول { فَذُوقُواْ } العذاب في النار { فَمَا للظالمين مِن نَّصِيرٍ } يعني : ما للمشركين من مانع من عذاب الله عز وجل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.