الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَهُمۡ يَصۡطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} (37)

وقولهم : { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا } أي : يقولون هذه المقالة فيقال لهم على جهة التوبيخ : { أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ } الآية . واخْتُلِفَ في المدة التي هي حَدُّ للتذكر ، فقال الحسن بن أبي الحسن : البلوغُ ، يريد أنه أول حال التذكر . وقال ابن عباس أربعون سنة ؛ وهذا قول حسن ؛ ورويت فيه آثارُ . ورُوِيَ ( أن العبدَ إذا بلغ أربعينَ سنةً ولم يتب ؛ مسح الشيطانُ على وجهه ، وقال : بأبي وجهٌ لا يفلح ) وقيل : الستين وفيه حديث .

( ت ) : وفي البخاري : ( من بلغ ستين سنة فقد أَعْذَرَ اللّه إليه ؛ لقوله : { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النذير } يعني : الشيب ) ، ثم أسْنَد عن أبي هريرةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أَعْذَرَ اللَّهُ امرأ أَخَّرَ أَجَلَهُ حتى بَلَغَ سِتِّين سنةٍ " انتهى . و{ النذير } في قول الجمهور : الأنبياء . قال الطبري : وقيل : ( النذيرُ ) : الشيبُ ، وهذا أيضاً قول حَسَنٌ .