جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَهُمۡ يَصۡطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} (37)

{ وهم يصطرخون } من الصراخ وهو الصياح بجهد وشدة ، { فيها } : قائلين : { ربنا أخرجنا نعمل صالحا } أي : عملا صالحا ، { غير الذي كنا نعمل } ، بدل أو صفة وفائدته التحسر ، والاعتراف بالذنب ، { أو لم نعمّركم } ، جواب من الله لهم ، { ما يتذكر فيه من تذكر } ، ما موصولة ، ومن فاعل يتذكر والأصح الذي يدل عليه الأحاديث{[4215]} أنه ستون{[4216]} سنة وعن زين العابدين : إنه سبع عشر سنة ، وعن كثير : إنه أربعون ، { وجاءكم } ، عطف على معنى أو لم نعمركم كأنه قال عمرناكم وجاءكم ، { النذير } : الرسول ، أو الشيب{[4217]} ، { فذوقوا فما للظالمين من نصير } .


[4215]:المروية في البخاري، والنسائي، والطبراني، وغيرها/ 12 وجيز.
[4216]:أخرج ابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ''إذا كان يوم القيامة قيل أين أبناء الستين، وهو العمر الذي قال الله تعالى: {أو لم نعمركم كما يتذكر فيه من تذكر}، وفي إسناده إبراهيم بن الفضل المخزومي، وفيه مقال [ضعيف جدا، وانظر ضعيف الجامع]، وأخرج أحمد والبخاري والنسائي وغيرهم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أعذر الله إلى امرئ أخر عمره حتى بلغ ستين سنة"/ 12 فتح.
[4217]:وقيل: موت الأقارب/ 12 وجيز.