صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

مقدمة السورة:

مدنية ، وآياتها ثمان .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ إذا زلزلت الأرض زلزالها } حركت حركتها الهائلة التي لا غاية وراءها . أو العجيبة التي لا يقادر قدرها ؛ وذلك عند نفخة البعث ؛ لقوله تعالى : { وأخرجت الأرض أثقالها } .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة ( إذا زلزلت ) وهي مدنية .

{ 1 - 8 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }

يخبر تعالى عما يكون يوم القيامة ، وأن الأرض تتزلزل وترجف وترتج ، حتى يسقط ما عليها من بناء وعلم{[1465]} .

فتندك جبالها ، وتسوى تلالها ، وتكون قاعًا صفصفًا لا عوج فيه ولا أمت .


[1465]:- في ب: ومعلم.
 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

مقدمة السورة:

مدنية في قول ابن عباس وقتادة . ومكية في قول ابن مسعود وعطاء وجابر . وهي تسع{[1]} آيات .

قال العلماء : وهذه السورة فضلها كثير ، وتحتوي على عظيم : روى الترمذي عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : " من قرأ ( إذا زلزلت ) ، عدلت له بنصف القرآن . ومن قرأ ( قل يا أيها الكافرون ) [ الكافرون : 1 ] عدلت له بربع القرآن ، ومن قرأ ( قل هو الله أحد ) [ الإخلاص : 1 ] عدلت له بثلث القرآن " . قال : حديث غريب ، وفي الباب عن ابن عباس . وروي عن علي رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : " من قرأ ( إذا زلزلت ) أربع مرات ، كان كمن قرأ القرآن كله " . وروى عبد الله بن عمرو بن العاص قال : لما نزلت ( إذا زلزلت ) بكى أبو بكر ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : " لولا أنكم تخطئون وتذنبون ويغفر اللّه لكم ، لخلق أمة يخطئون ويذنبون ويغفر لهم ، إنه هو الغفور الرحيم " .

قوله تعالى : { إذا زلزلت الأرض } أي حركت من أصلها . كذا روى عكرمة عن ابن عباس ، وكان يقول : في النفخة الأولى يزلزلها ، وقاله مجاهد ؛ لقوله تعالى : { يوم ترجف الراجفة . تتبعها الرادفة }{[16270]} [ النازعات : 6 ] ثم تزلزل ثانية ، فتخرج موتاها وهي الأثقال . وذكر المصدر للتأكيد ، ثم أضيف إلى الأرض ، كقولك : لأعطينك عطيتك ، أي عطيتي لك ، وحسن ذلك لموافقة رؤوس الآي بعدها . وقراءة العامة بكسر الزاي من الزلزال ، وقرأ الجحدري وعيسى بن عمر بفتحها ، وهو مصدر أيضا ، كالوسواس والقلقال والجرجار{[16271]} . وقيل : الكسر المصدر ، والفتح الاسم .


[1]:لعله عمرو بن مرة المذكور في سند الحديث (انظر ابن ماجه ج 1 ص 139 وسنن أبي داود ج 1 ص 77 طبع مصر).
[16270]:آية سورة النازعات.
[16271]:القلقال: من قلقل الشيء إذا حركه. والجرجار: من جرجر البعير إذا ردد صوته في حنجرته.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الزلزلة

مدنية وآياتها 8 ، نزلت بعد النساء .

{ إذا زلزلت الأرض } أي : حركت واهتزت .

{ زلزالها } مصدر ، وإنما أضيف إليها تهويلا ، كأنه يقول : الزلزلة التي تليق بها على عظم جرمها .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

لما ختم تلك بجزاء الصالح والطالح في دار البقاء على ما أسلفوه في مواطن الفناء ، ذكر في هذه أول مبادىء تلك الدار وأوائل غاياتها ، وذكر في القارعة ثواني مبادئها وآخر غاياتها ، وأبلغ في التحذير بالإخبار بإظهار ما يكون عليه الجزاء ، فقال معبراً بأداة التحقق ؛ لأن الأمر حتم لا بد من كونه : { إذا } .

ولما كان المخوف الزلزلة ولو لم يعلم فاعلها ، وكان البناء للمفعول يدل على سهولة الفعل ويسره جداً ، بنى للمفعول قوله : { زلزلت الأرض } أي حركت واضطربت زلزلة البعث بعد النفخة الثانية بحيث يعمها ذلك لا كما كان يتفق قبل ذلك من زلزلة بعضها دون بعض وعلى وجه دون ذلك ، وعظم هذا الزلزال وهوّله بإبهامه لتذهب النفس فيه كل مذهب ، فقال كاسراً الزاء - لأنه مصدر ، ولو فتحها لكان اسماً للحركة ، قال البيضاوي : وليس إلا في المضاعف- : { زلزالها * } أي تحركها واضطرابها الذي يحق لها في مناسبته لعظمة جرم الأرض وعظمة ذلك اليوم ، ولو شرح بما يليق به لطال الشرح ، وذلك كما تقول : أكرم التقي إكرامه ، وأهن الفاسق الشقي إهانه ، أي على حسب ما يليق به .

وقال الإمام أبو جعفر ابن الزبير : وردت عقب سورة البرية ليبين بها حصول جزاء الفريقين ومآل الصنفين المذكورين في قوله تعالى : { إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين } إلى قوله : { أولئك شر البرية } ، وقوله : { إن الذين آمنوا } إلى آخر السورة . ولما كان حاصل ذلك افتراقهم على صنفين ولم يقع تعريف بتباين أحوالهم ، أعقب ذلك بمآل الصنفين واستيفاء جزاء الفريقين المجمل ذكرهم ، فقال تعالى : { يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم } إلى آخر السورة . انتهى .