صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{بَلۡ ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ أَبَدٗا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمۡ وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورٗا} (12)

{ وكنتم قوما بورا } أي وكنتم في علم الله تعالى قوما هالكين فاسدين ، لا تصلحون لشيء من الخير ، من بار الشيء : هلك وفسد . وبور في الأصل : مصدر كالهلك ، يوصف به المفرد والمثنى والجمع . والمذكر والمؤنث ، واستعمل هنا مؤولا باسم الفاعل . وقيل : جمع بائر ؛ كحائل وحول .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{بَلۡ ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ أَبَدٗا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمۡ وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورٗا} (12)

فظنوا { أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا } أي : إنهم سيقتلون ويستأصلون ، ولم يزل هذا الظن يزين في قلوبهم ، ويطمئنون إليه ، حتى استحكم ، وسبب ذلك أمران :

أحدها : أنهم كانوا { قَوْمًا بُورًا } أي : هلكى ، لا خير فيهم ، فلو كان فيهم خير لم يكن هذا في قلوبهم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{بَلۡ ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ أَبَدٗا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمۡ وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورٗا} (12)

{ بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا } وذلك أنهم قالوا إن محمدا وأصحابه أكلة رأس أي قليلو العدد وأنهم لا يرجعون من هذا الوجه أبدا فقال الله تعالى { وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا } هالكين عند الله تعالى بهذا الظن

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{بَلۡ ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ أَبَدٗا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمۡ وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورٗا} (12)

قوله تعالى : " بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا " وذلك أنهم قالوا : إن محمدا وأصحابه أكلة{[13997]} رأس لا يرجعون . " وزين ذلك " أي النفاق . " في قلوبكم " وهذا التزيين من الشيطان ، أو يخلق الله ذلك في قلوبهم . " وظننتم ظن السوء " أن الله لا ينصر رسوله . " وكنتم قوما بورا " أي هلكى ، قاله مجاهد . وقال قتادة : فاسدين لا يصلحون لشيء من الخير . قال الجوهري : البور : الرجل الفاسد الهالك الذي لا خير فيه . قال عبدالله بن الزبعرى السهمي :

يا رسول المليك إن لساني *** راتق ما فَتَقْتُ إذ أنا بُور

وامرأة بور أيضا ، حكاه أبو عبيد . وقوم بور هلكى . قال تعالى : " وكنتم قوما بورا " وهو جمع بائر ، مثل حائل وحول . وقد بار فلان أي هلك . وأباره الله أي أهلكه . وقيل : " بورا " أشرارا ، قاله ابن بحر . وقال حسان بن ثابت :

لا ينفع الطُّول من نُوكِ الرجال وقد *** يهدي الإله سبيل المَعْشَرِ البور{[13998]}

أي الهالك .


[13997]:أي هم قليل يشبعهم رأس واحد.
[13998]:ورد هذا البيت في الأصول محرّفا.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{بَلۡ ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ أَبَدٗا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمۡ وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورٗا} (12)

{ بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا }

{ بل } في الموضوعين للانتقال من غرض إلى آخر { ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً وزُيِّن ذلك في قلوبكم } أي أنهم يستأصلون بالقتل فلا يرجعون { وظننتم ظن السَّوء } هذا وغيره { وكنتم قوماً بوراً } جمع بائر ، أي هالكين عند الله بهذا الظن .