عالم الجن من العوالم الكونية كعالم الملائكة ؛ وقد أخبر الله تعالى أنه خلقه من مارج من نار . أي أن عنصر النار فيه هو الغالب ، وأنه يرى الأناسي وهم لا يرونه ، أي بصورته الجبلية ؛ وإن كان يرى حين يتشكل بأشكال أخرى ؛ كما رأى جبريل حين تشكل بشكل آدمي . وأخبر تعالى بأنه قادر على الأعمال الشاقة . وأنه سخر الشياطين لسليمان يعملون له ما يشاء ، من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب . وأخبر بأن من الجن مؤمنين ، ومنهم شياطين متمردين ؛ ومن هؤلاء إبليس اللعين .
ولم يختلف أهل الملل في وجودهم ، بل اعترفوا به كالمسلمين ، وإن اختلفوا في حقيقتهم . ولا تلازم بين الوجود والعلم بالحقائق ، ولا بينه وبين الرؤية بالحواس . فكثير من الأشياء الموجودة لا تزال حقائقها مجهولة ، وأسرارها محجبة ؛ وكثير منها لا يرى بالحواس . ألا ترى الروح – وهي مما لا شك في وجودها في الإنسان والحيوان-لم يدرك كنهها أحد ولم يرها أحد ؛ وغاية ما علم من أمرها بعض صفاتها وآثارها . وكم في العوالم من أسرار ، وفي الكون من حجب وأستار ، تشهد بأن وراء علم الإنسان علوما أحاط بها خالق الكون ومبدعه ؛ ومنه ما استأثر بعلمه ، ولم يطلع عليه أحدا من خلقه .
وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجن ؛ كما بعث إلى الإنس . فدعاهم إلى التوحيد ، وأنذرهم وبلغهم القرآن . وسيحاسبون على الأعمال يوم الحساب كما يحاسب الناس ، فمؤمنهم كمؤمنهم ، وكافرهم ككافرهم . وكل ذلك جاء صريحا في القرآن السنة .
{ قل أوحي إلى . . . } أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن جماعة من الجن – وكانوا من جن نصيبين – استمعوا إليه وهو يقرأ القرآن في صلاة الفجر في بطن نخلة [ وهي في طريق الطائف على مسيرة ليلة من مكة ]
فعادوا إلى قومهم فأخبروهم بما سمعوا ، وآمنوا بالله ، وكذبوا ما دعا إليه سفيههم من الكفر والضلال [ آية 29 الأحقاف ص 323 ] . { قرآنا عجبا } بديعا مباينا لما سبقه من الكتب في خصائصه وعلومه ، داعيا إلى الرشد والهدى ، في نظم محكم ، وأسلوب حكيم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.