صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
روى مسروق{[3]} عن أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ){[4]} ، أنه قال : قلت يا رسول الله ! لقد أسرع إليك الشيب ، فقال : " شيبتني هود وأخواتها{[5]} : الواقعة ، والمرسلات ، وعم يتساءلون ، وإذا الشمس كورت{[6]} .
قوله : { ألر }{[31746]} قد تقدم الكلام عليها{[31747]} .
وقولهم{[31748]} : ( قرأت هودا ) من صرفه أراد به سورة{[31749]} هود ، ومن{[31750]} لم يصرفه جعله{[31751]} اسما للسورة{[31752]} .
ولو قلت : ( قرأت الحمد ( لله ){[31753]} ){[31754]} فإنما جاز{[31755]} النصب : تُعْمِل الفعل فيه ، وجاز الرفع على الحكاية .
فإن قلت : قرأت { الحمد لله رب العالمين }[ 1 ]{[31756]} ، حكاية{[31757]} لا غير ، وكذلك{[31758]} { براءة }{[31759]} ، ترفع على الحكاية ، وتنصب على العمل . وتنون إذا أردت الحذف ، ولا تصرف{[31760]} إذا جعلته اسما للسورة .
فإن قلت : قرأت { براءة من الله ورسوله }{[31761]} ، حكاية لا غير .
وتقول : قرأت ( ألم البقرة ) فتنصِبُ{[31762]} على النعت لقولك : ( ألم ) ، لأنه مفعول به بقراءة ، وإن شئت خفضتَ{[31763]} ( البقرة ) ، وتقدر{[31764]} إضافة ( ألم ){[31765]} إليها .
فإن قلت : ( قرأت : ( ألمص ){[31766]} ، و( كهيعص ){[31767]} ، لم يجز الإعراب ، لأنه ليس في{[31768]} الأسماء نظير لهذا{[31769]} . وكذلك ( ألمر ){[31770]} ، و( ألر ){[31771]} ، وكذا{[31772]} { طه }{[31773]} لأنه في آخرها ألفا{[31774]} .
فإن قلت : { طس ){[31775]} ، قلت هذه ( طسين ){[31776]} يا هذا ، فلا تصرف{[31777]} لأن هذا من نظيره{[31778]} هابيل وقابيل{[31779]} .
فإن أردت الحكاية ، أسكنت ، وتقول هذه { طسم }{[31780]} فتُعِْربُ : إن شئت تجعل ( طس ) اسما ، وتضم أحدهما إلى{[31781]} الآخر مثل : معدي كرب ، فيجوز فتح الثاني{[31782]} ورفعه{[31783]} تجعل الإعراب في الآخر .
وأجاز سيبويه{[31784]} : مَعْدِي كرب على الإضافة{[31785]} ، فيجوز على هذا{[31786]} ، ( طس سم ) ، وتحسن الحكاية . فإن قلت : ( قرأت ( حم ){[31787]} ) ، لم ينصرف لأنه مثل ( هابيل ) . وإن شئت أسكنت على الحكاية .
فإن{[31788]} قلت قرأت { حم غسق }{[31789]} لم يجز الإعراب ، لأنه لا نظير له في الأسماء .
وتقول هذه { ن }{[31790]} فاعلم بأنها تنون{[31791]} ، وتعرب{[31792]} : تريد{[31793]} سورة ( نون ) . وإن شئت جعلته اسما للسورة ، فلم تنون ، وإن شئت أسكنت على الحكاية . وتقول : هذه السبح{[31794]} ، فلا تصرف{[31795]} إذا جعلته اسما للسورة ، لأنه{[31796]} فعل ، وليس في الأسماء فعل .
وإن شئت فتحت فحكيت على ما في السورة ، فإن قلت هذه ( سبح ) لم يجز إلا الإسكان تحكيه لأنه فيه ضمير ، والجمل تحكي{[31797]} ، وكذلك تحكي : قرأت : { سأل سائل }{[31798]} ، و{ يا أيها المدثر }{[31799]} ، وقرأت { والفجر }{[31800]} لأنه اسم وحرف .
وتقول : قرأت{[31801]} { اقتربت }[ 1 ]{[31802]} تقطع الألف ، وتقف على الهاء{[31803]} ، إذا جعلته اسما للسورة ، /لأن تأنيث الأسماء في الوقف بالهاء ، وألف الوصل في الأفعال تقطع إذا سمي بالأفعال{[31804]} . وإن شئت قلت : قرأت { اقتربت } فوصلت الألف ووقفت بالتاء ، على الحكاية .
فإن قلت : قرأت { اقتربت الساعة }{[31805]} ، لم يجز إلا الحكاية به{[31806]} ومثله : { تبت يدا أبي لهب }{[31807]} ، فإن أفردت بالهاء ، وجعلته اسما للسورة قلت : قرأت ( تبت ){[31808]} ، تقِف على{[31809]} الهاء{[31810]} .
قوله : { كتاب أحكمت آياته ثم فصلت } – إلى قوله – { على كل شيء قدير } . [ 1-4 ]
المعنى : هذا الكتاب الذي أنزلناه{[31811]} { أحكمت آياته } : أي : بالأمر والنهي{[31812]} ، { ثم فصلت } بالثواب ، والعقاب . قاله الحسن{[31813]} . وعنه { ثم فصلت } أي : بالوعد ، والوعيد{[31814]} .
وعنه أيضا : { أحكمت } أي : بالثواب والعقاب{[31815]} { ثم فصلت } بالأمر ، والنهي .
وقال قتادة : أحكمها الله عز وجل{[31816]} ، من الباطل ، ثم فصلها ، و{[31817]}بين الحلال ، والحرام{[31818]} .
وقال مجاهد : { أحكمت } : لم ينسخها شيء{[31819]} .
{ ثم فصلت } نزلت شيئا بعد شيء{[31820]} . وقيل : { فصلت } : فسرت وبينت : قاله : مجاهد ، وابن جريج{[31821]} .
{ من لدن حكيم } : أي : من عند حكيم{[31822]} في أفعاله ، خبير بجميع الأشياء ، وبمصالح عباده .
وقيل : أحكمت عن أن يدخل فيها الفساد . يقال : أَحْكَمَتُهُ{[31823]} الآيات{[31824]} .
وحكمته لغتان : أي : مَنَعْنًهُ{[31825]} ، ومنه حكمت{[31826]} اللجام لأنها تمنع الفرس الجماح . وأصله كله من إحكام الشيء ، وهو : إبرامه{[31827]} ، وإتقانه ، عن أن يفسده شيء{[31828]} .
والوقف على { ألر } حسن{[31829]} إلا قول من جعله مبتدأه وكتاب خبره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.