ثم قال تعالى : { إذ قال يوسف لأبيه يا أبت{[33561]} }{[33562]}[ 4 ] ، العامل في ( إذ ) الغافلين{[33563]} .
وقرأ طلحة بن مصرف{[33564]} { يوسف } بالهمزة وكسر السين{[33565]} .
وحكى ابن زيد : يؤسف بالهمزة ، وفتح السين{[33566]} . والوقف عند سيبويه وأصحابه على ( يا أبه{[33567]} ) بالهاء ، لأن الهاء بدل من الياء التي للإضافة{[33568]} . ومذهب القراء : الوقف بالتاء ، لأن الياء عنده في النية{[33569]} .
ومن فتح التاء{[33570]} ، فلأنها ( أ{[33571]} ) شبهت بالهاء التي هي علامة التأنيث ، كما قال الشاعر : كليني لهم يا أميمة ناصب{[33572]} *** . . .
وهذا مذهب سيبويه{[33573]} .
وقال قطرب{[33574]} : وهو أحد قولي الفراء ، لأن الأصل : يا أبتا( ه ){[33575]} ، ثم حذفت{[33576]} الألف{[33577]} . ويكون الوقف على قول{[33578]} سيبويه بالهاء ، وهو قول الفراء الآخر{[33579]} .
والندبة في هذا لا يجوز ، إذ ليس هو من مواضعها{[33580]} . والعلة التي من أجلها دخلت{[33581]} الهاء{[33582]} في هذا أن قولك : ( أبوان ) : تثنية الأب{[33583]} . واللام يوجب{[33584]} أن يكون يستعمل ( أب أبت ){[33585]} كما{[33586]} أن قولك : ( والدان ) للأب{[33587]} والأم يوجب{[33588]} : ( والد{[33589]} ، ووالدة ) . فلما لم يستعمل ( أبه ){[33590]} استغنى{[33591]} باللام – استعمل ذلك في النداء في ( الأب ) ، وأجروه مجرى ما وصف فيه المذكر مما فيه الهاء نحو : علامة ونسابة{[33592]} .
وقال الفراء : إنما هي الهاء التي تزاد في الوقت ، أكثر بها الكلام فنبهت بهاء التأنيث{[33593]} .
قرأ الحسن ، أبو جعفر ( أحد عشر ) بإسكان العين لكثرة الحركات{[33594]} .
وقال : رأيتهم لأنه أخبر عنها بالسجود ، وهو فعل من يعقل{[33595]} ، ومثله ، { ادخلوا مساكنكم }{[33596]} و{ فاسألوهم إن كانوا ينطقون }{[33597]} .
وقيل : لما كان تفسير ذلك واقعا على إخوة يوسف ، وأبيه ، وخالته{[33598]} ، أخبر عنهم ، بالهاء والميم . وذلك حقهم في الحكاية ، والأخبار عنهم .
قال ابن عباس : كانت الرؤيا فيهم وحيا . والأحد عشر هم : {[33599]} أخوة يوسف ، والشمس أمه ، والقمر أبوه . هذا قول ابن عباس ، وغيره{[33600]} .
ويروي أن رؤيا يوسف كانت ليلة الجمعة ، وكانت ليلة القدر{[33601]} ، فأشفق يعقوب{[33602]} أن يحسده إخوته على ذلك . فنهاه أن يقصها عليهم .
وقال قتادة : وغيره : الشمس خالته ، والقمر أبوه{[33603]} . وظهرت رؤيا يوسف عليه السلام ، بعد رؤيتها بأربعين سنة .
وقد روي أن يعقوب عليه السلام{[33604]} ، فسر الرؤيا : تأول الأحد عشر كوكبا : أحد{[33605]} عشر نفسا ، لهم فضل يستضاء{[33606]} بهم ، وهم إخوة يوسف{[33607]} ، وتأول الشمس ، والقمر : أبويه ، فتأول أن يوسف{[33608]} يكون نبيا ، وأن إخوته{[33609]} يكونون أنبياء ، لأن الله عز وجل{[33610]} ، أعلمهم أنه يتم نعمته عليه{[33611]} ، وعلى أبويه{[33612]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.