ثم قال تعالى : { له دعوة الحق }[ 14 ] وهي {[36034]} شهادة ألا {[36035]} إله إلا الله ، قاله ابن عباس ، وقتادة {[36036]} .
وقال علي رضي الله عنه {[36037]} : هي {[36038]} التوحيد {[36039]} .
وقال ابن زيد رحمه الله {[36040]} : هي لا إله إلا الله ، ليست تنبغي لأحد إلا الله {[36041]} .
ثم قال تعالى : { والذين يدعون من دونه }[ 14 ] الآية : أي : والآلهة التي يدعوها {[36042]} المشركون من دون الله ( سبحانه ) {[36043]} لا تجيب {[36044]} من دعاها بشيء من النفع ، والضر ، ولا ينتفع / بها إلا كما ينتفع الذي يبسط كفيه إلى الماء . ليأتيه من غير أن يرفعه ، فلا هو ببالغ فاه {[36045]} ، ولا نافعه كذلك . هذه الآلهة التي يدعون هؤلاء العرب . فضرب المثل لمن طلب ما لا يبلغه بالقابض على الماء {[36046]} .
قال علي ، رضي الله عنه ( معناه ) : {[36047]}كالرجل العطشان مد يده إلى البئر ليرتفع الماء إليه ، وما هو بالغه ، ولا نافعه ، كذلك هذا {[36048]} الذي يدعو من دون الله {[36049]} .
وقال مجاهد ( رضي الله عنه ) {[36050]} معناه : يدعو الماء بلسانه ، ويشير إليه بيده ، فلا يأتيه أبدا {[36051]} ، أي : فهذا الذي يدعو من دون الله ، هو {[36052]} الوثن ، وهذا الحجر لا يستجيب له بشيء أبدا ، ولا يسوق إليه خبرا ، ولا يدفع عنه شرا : كمثل هذا ( الذي ) {[36053]} بسط ذراعيه إلى الماء { ليبلغ فاه }[ 14 ] ( وما ) يبلغ فاه أبدا {[36054]} .
وروي عن ابن عباس أن المعنى : هذا الذي يدعو الآلهة ، كمثل من بسط كفيه إلى الماء ، ليتناول خياله فيه ، وما هو ببالغه أبدا ، ولا يأخذه {[36055]} .
وقيل المعنى : إن هؤلاء الذين يعبدون الآلهة لا ينتفعون {[36056]} بها ، إلا كما ينتفع من بسط كفيه إلى الماء يدعوه ليأتيه ، وهو لا يأتيه أبدا ، ولا ينتفع {[36057]} به . فكذلك {[36058]} لا ينتفع بعبادة الآلهة . وهذا كله ضرب مثلا {[36059]} لمن يعبد غير الله ، جل ذكره {[36060]} .
( وقيل معنى ) {[36061]} : مثل من يعبد الأصنام كمثل من يفيض على الماء ، ليبلغ فاه ، فلا يحصل له نفع من ذلك {[36062]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.