الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلِلَّهِۤ يَسۡجُدُۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا وَظِلَٰلُهُم بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ۩} (15)

قوله : { ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها } إلى قوله { الواحد القهار }[ 15-16 ] : المعنى فإن امتنع هؤلاء الذين يدعون الآلهة من دون الله من الطاعة ( والإخلاص لله عز وجل ، فلله عز وجل ، يسجد من في السماوات من الملائكة ، ومن في الأرض من المؤمنين طوعا ){[36063]} ، ويسجد ( الكافرون ){[36064]} كرها ، حين يكرهون على ذلك . فيدخلون في الدين كارهين ، قاله قتادة{[36065]} .

وعنه أنه قال : أما{[36066]} المؤمن يسجد طائعا ، وأما الكافر فيسجد{[36067]} كارها{[36068]} ، فيسجد لله حين لا ينفعه{[36069]} .

وقال ابن زيد : { كرها } : من لم يدخل الإسلام إلا بالسيف ، فأول{[36070]} دخوله كرها ، { طوعا } : من دخله طائعا{[36071]} ، أي : من أسلم طائعا .

وقال الزجاج : جائز أن يكون السجود بالخضوع{[36072]} لله . فمن الناس من يخضع ، ويقبل أمر الله ( سبحانه ){[36073]} طائعا ، ومنهم من يقبله وإن كان كارها ( له ){[36074]} .

وقيل : معناه : إن عباد الله الصالحين يسجدون لله ، والكفار يسجدون خوف القتل .

وقيل : المعنى : وبعض{[36075]} من في الأرض يسجد ، وبعض المؤمنين طائعين ، قد سهل ذلك عليهم ، وبعضهم يكره نفسه على{[36076]} ذلك لله ( سبحانه ){[36077]} .

وقيل : السجود هنا الخضوع لتدبير الله عز وجل{[36078]} في جميع خلقه : من صحتهم ، وسقمهم ، وتصرفهم ، ( فهم ){[36079]} منقادون لذلك أحبوا ، أو كرهوا{[36080]} لا حيلة لهم في دفع ذلك . وظلالهم أيضا منقادة لتدبير الله ( عز وجل ){[36081]} وإجرائه الشمس / بزيادة الظل ، ونقصانه وزواله{[36082]} .

وقال ابن عباس : يعني : حين يفيء{[36083]} ظل أحدهم عن يمينه ، وشماله{[36084]} .

قال أبو العالية : ما في السماء من شمس ، ولا قمر ، ولا نجم إلا يقع{[36085]} لله ( سبحانه ){[36086]} ساجدا حين يغيب ، فما ينصرف حتى يؤذن له .

وقال مجاهد : ظل المؤمنين يسجد لله طوعا ، وهو طائع ، وظل{[36087]} الكافر يسجد طوعا ، وهو كاره{[36088]} .

والآصال : جمع أصل ، والأصل ( جمع أصيل ){[36089]} كرغيف ورغف{[36090]} .

والأصيل : ما بين العصر إلى مغرب الشمس{[36091]} .


[36063]:ما بين القوسين ساقط من ق.
[36064]:ق: الكافر.
[36065]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/403.
[36066]:ق: أتى.
[36067]:ق: فيسجدا.
[36068]:ق: كرها.
[36069]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/403.
[36070]:ق: فأولى.
[36071]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/403، والجامع 9/198.
[36072]:ط: الخضوع.
[36073]:ساقط من ق.
[36074]:ساقط من ط. وانظر: معاني الزجاج 3/144.
[36075]:ق: وبعضهم.
[36076]:ق: في.
[36077]:ساقط من ق.
[36078]:انظر المصدر السابق.
[36079]:ساقط من ق.
[36080]:ط: كرها.
[36081]:ساقط من ق.
[36082]:انظر هذا القول في: إعراب النحاس 3/355.
[36083]:ق: يضيء وهو خطأ.
[36084]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/404.
[36085]:ق: يضع.
[36086]:ساقط من ق.
[36087]:ق: فظل.
[36088]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/405.
[36089]:ما بين القوسين ساقط من ق.
[36090]:ق: كرغف وراغف.
[36091]:انظر: مجاز القرآن 1/328، وجامع البيان 16/405.