الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِلَّا مَنِ ٱسۡتَرَقَ ٱلسَّمۡعَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ مُّبِينٞ} (18)

ثم قال [ تعالى{[37794]} ] { إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين } [ 18 ] .

قال ابن عباس : تصعد الشياطين أفواجا تسترق السمع فيقرب{[37795]} المارد منها فيتعلق{[37796]} فيرمى بالشهاب فيصيب جبهته أو جبينه أو ما شاء الله منه فيلتهب . فيأتي أصحابه وهو يلتهب ، فيقول : إنه كان من الأمر كذا وكذا . فيذهب أولئك إلى إخوانهم من الكهنة{[37797]} فيزيدون عليه أضعافا من الكذب فيخبرونهم{[37798]} . فإذا رأوا{[37799]} شيئا مما قالوا قد كان ، صدقوهم بما جاءوا به من الكذب{[37800]} . وهذا معنى قوله : { إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب{[37801]} } .

وكان ابن عباس يقول : إن الشهاب{[37802]} لا يقتل{[37803]} ولكن يحرق ويجرح{[37804]} .


[37794]:ساقط من "ط".
[37795]:في روايات أخرى: "فينفرد".
[37796]:"ط": فيعلق وفي جامع البيان "فيعلو" وكذا في المحرر والجامع.
[37797]:"ق": الكهانة.
[37798]:"ق": فيخبرهم.
[37799]:"ق": ردو.
[37800]:انظر: هذا القول في جامع البيان 14/14، والمحرر 10/117 مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكذا في الجامع 10/9 عن ابن عباس والحسن.
[37801]:الصافات: 10. وهو رأي الضحاك، انظر جامع البيان 14/15 والدر 5/69.
[37802]:"ط": الشهب.
[37803]:"ط": لا تقبل.
[37804]:روي هذا عن الضحاك أيضا. انظر: جامع البيان 14/15، والمحرر 10/117 والجامع 10/9 والدر 5/69، وفي معاني الفراء 2/86 "إن الشهاب لا يخطئه إما قتله وإما خبله".