ثم قال تعالى : { وأرسلنا الرياح لواقح } [ 22 ] .
[ أي : وأرسلنا الرياح{[37839]} ] تلقح الشجر والسحاب . وكان الأصل أن يجمع على ملاقح ، لأنه جمع ملقحة ، من : ألقحت الريح الشجر{[37840]} . فاللاقح هي الشجر والسحاب كما يقال : ناقة لاقح ، والملقح هي الريح ، ولكن جمع على حذف{[37841]} الزيادة ، فكأنه جمع لاقحا{[37842]} . وأكثر ما يقع حذف{[37843]} الزيادة في الشعر .
وقال بعض الكوفيين : وصفت الريح باللقح وهي تلقح ، كما يقال : ليل نائم ، وإنما النوم فيه{[37844]} .
وقيل : لما كانت تلقح بمرورها على التراب والماء ، قيل لها : ريح لاقح ، كما يقال : ناقة لاقح{[37845]} .
وقيل : هو موضوع{[37846]} على النسب{[37847]} كأنه قال : ذوات{[37848]} اللقاح ، كأنها تلقح السحاب . كما قيل : في التفسير [ و{[37849]} ] هذا قول : أبي عمرو{[37850]} .
وقيل : لواقح جمع لاقح ، أي حامل . سميت الريح لاقحا لأنها تلقح{[37851]} السحاب ، والعرب تقول : للجنوب لاقح وحامل وللشمال حائل{[37852]} و عقيم ، وقد قال الله تعالى { حتى إذا أفلت سحابا ثقالا }{[37853]} . وأقلت : معناه : حملت{[37854]} .
فأما من وحد الريح{[37855]} ، ووصفه بلواقح فهو حسن لأنه موحد يراد به الجمع ، قال الله [ تعالى{[37856]} ] { والملك على أرجائها }{[37857]} يريد " والملائكة " {[37858]} .
وقال ابن مسعود في الآية : يرسل الله الريح فتحمل{[37859]} الماء فتمري السحاب{[37860]} فيدر{[37861]} [ كما تدر{[37862]} ] اللقحة ، ثم تمطر{[37863]} . قال قتادة : " لواقح{[37864]} " تلقح الماء في السحاب .
وقال النخعي{[37865]} والحسن : لواقح تلقح السحاب{[37866]} .
وقال عبيد بن عمير{[37867]} : يبعث الله الريح المبشرة فتقم{[37868]} الأرض قما ، ثم يبعث المثيرة فتثير السحاب{[37869]} ، ثم يبعث المؤلفة فتؤلف السحاب ثم يبعث اللقوح فتلقح الشجر{[37870]} .
وقال الضحاك : يبعث الله الريح على السحاب فتلقح[ ه{[37871]} ] فيمتلىء{[37872]}ماء{[37873]} .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم{[37874]} : " الريح الجنوب من الجنة وهي الريح اللواقح . وهي التي ذكر الله في كتابه ، وفيها منافع للناس{[37875]} " .
وقيل : الريح اللاقح{[37876]} ، هي{[37877]} : التي تحمل الندى ، ثم تمجه{[37878]} في ماء{[37879]} السحاب . فإذا اجتمع فيه{[37880]} صار مطرا بإذن الله [ عز وجل{[37881]} ] ، وبسبب تلقيحها السحاب تلقح الأشجار{[37882]} .
وال[ ل{[37883]} ] ، واقح في جميع ذلك بمعنى ملاقح ، لأنه من القحت الريح السحاب والشجر ولكنه جمع على حذف{[37884]} الزيادة{[37885]} على ما ذكرنا{[37886]} .
ثم قال تعالى : { فأنزلنا{[37887]} من السماءاء } [ 22 ] .
أي مطرا { فأسقيناكموه } [ 22 ] أي أسقينا به أرضكم ومواشيكم . ولو كان لشربهم لقال : " فسقيناكموه{[37888]} " . تقول [ العرب{[37889]} ] إذا سقت{[37890]} الرجل ماء فشربه : سقيته ، فإن كان لشرب أرضه وماشيته{[37891]} قالوا : [ أ{[37892]} ] سقيته{[37893]} . وكذلك [ ان{[37894]} ] ا[ ست{[37895]} ]قيت{[37896]} له غيرك أن يسقيه{[37897]} قلت " اسقيته{[37898]} .
قوله { وما أنتم له بخازنين } [ 22 ] .
أي : لستم تخزنون هذا الماء فتمنعونه من أحد ، بل ذلك بيد الله يسقيه من يشاء ويمنعه ممن يشاء{[37899]} . وقال سفيان : {[37900]} " بخازنين " بما نعين{[37901]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.