قوله : { ويجعلون لما لا يعلمون [ نصيبا{[39162]} ] } [ 56 ] إلى قوله { ولا يستقدمون } [ 61 ] .
المعنى : ويجعل هؤلاء المشركون لما لا يعلمون ، أنه لا يضرهم ولا ينفعهم نصيبا مما رزقهم الله ، يعني : لأوثانهم . قال قتادة : هم مشركو العرب جعلوا لأوثانهم نصيبا وجزءا مما رزقهم الله من أموالهم{[39163]} .
وقيل : يعلمون الآلهة{[39164]} التي كانوا يعبدونها ، وهي " ما " فيعلمون ردها على معنى " ما " . /وأتى بالواو والنون لأنهم كانوا قد أجروها مجرى من يعقل{[39165]} في جعلهم لها نصيبا من [ م{[39166]} ] زروعهم{[39167]} . فمفعول " يعلم " محذوف . تقديره : ويجعل هؤلاء الكفار للأصنام التي لا تعلم شيئا نصيبا . وعلى القول{[39168]} الأول " يعلمون{[39169]} " للكفار . وفيه ضميرهم ، أي : هؤلاء الكفار يجعلون نصيبا للأصنام التي يعلم الكفار أنها لا تنفع ولا تضر . ومثله في الأخبار عن الأصنام بالواو والنون قوله :
{ وتراهم ينظرون إليك }{[39170]} فالنظر للأصنام{[39171]} . وقيل للكفار{[39172]} وقد تقدم شرحه .
وقال ابن زيد : جعلوا لآلهتهم نصيبا من الحرث والأنعام يسمون عليها [ أ{[39173]} ] سماءها ويذبحون عليها{[39174]} . وهو قوله تعالى في الأنعام عنهم : { هذا لله{[39175]} بزعمهم وهذا لشركائنا }{[39176]} .
ثم قال تعالى : { تالله لتسألن عما كنتم تفترون } [ 56 ] .
أي : والله يا أيها المشركون لتسألن يوم القيامة عما كنتم تختلفون{[39177]} في الدنيا علي قسم الله [ عز وجل{[39178]} ] لهم{[39179]} . قال ابن عباس : الكظيم الحزين{[39180]} . وقال الضحاك : هو الكمد{[39181]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.