الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَيَجۡعَلُونَ لِمَا لَا يَعۡلَمُونَ نَصِيبٗا مِّمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡۗ تَٱللَّهِ لَتُسۡـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمۡ تَفۡتَرُونَ} (56)

قوله : { ويجعلون لما لا يعلمون [ نصيبا{[39162]} ] } [ 56 ] إلى قوله { ولا يستقدمون } [ 61 ] .

المعنى : ويجعل هؤلاء المشركون لما لا يعلمون ، أنه لا يضرهم ولا ينفعهم نصيبا مما رزقهم الله ، يعني : لأوثانهم . قال قتادة : هم مشركو العرب جعلوا لأوثانهم نصيبا وجزءا مما رزقهم الله من أموالهم{[39163]} .

وقيل : يعلمون الآلهة{[39164]} التي كانوا يعبدونها ، وهي " ما " فيعلمون ردها على معنى " ما " . /وأتى بالواو والنون لأنهم كانوا قد أجروها مجرى من يعقل{[39165]} في جعلهم لها نصيبا من [ م{[39166]} ] زروعهم{[39167]} . فمفعول " يعلم " محذوف . تقديره : ويجعل هؤلاء الكفار للأصنام التي لا تعلم شيئا نصيبا . وعلى القول{[39168]} الأول " يعلمون{[39169]} " للكفار . وفيه ضميرهم ، أي : هؤلاء الكفار يجعلون نصيبا للأصنام التي يعلم الكفار أنها لا تنفع ولا تضر . ومثله في الأخبار عن الأصنام بالواو والنون قوله :

{ وتراهم ينظرون إليك }{[39170]} فالنظر للأصنام{[39171]} . وقيل للكفار{[39172]} وقد تقدم شرحه .

وقال ابن زيد : جعلوا لآلهتهم نصيبا من الحرث والأنعام يسمون عليها [ أ{[39173]} ] سماءها ويذبحون عليها{[39174]} . وهو قوله تعالى في الأنعام عنهم : { هذا لله{[39175]} بزعمهم وهذا لشركائنا }{[39176]} .

ثم قال تعالى : { تالله لتسألن عما كنتم تفترون } [ 56 ] .

أي : والله يا أيها المشركون لتسألن يوم القيامة عما كنتم تختلفون{[39177]} في الدنيا علي قسم الله [ عز وجل{[39178]} ] لهم{[39179]} . قال ابن عباس : الكظيم الحزين{[39180]} . وقال الضحاك : هو الكمد{[39181]} .


[39162]:ساقط من ق.
[39163]:انظر: قوله في جامع البيان 14/112، والجامع 10/77 وهو مروي فيه عن مجاهد أيضا، والدر 5/138.
[39164]:ق: الإلهية.
[39165]:ق: يفعل.
[39166]:ساقط من ط.
[39167]:ذكر هذا القول القرطبي في الجامع 10/77 ولم ينسبه.
[39168]:ط: الأقوال.
[39169]:ق: يعلمون.
[39170]:الأعراف: 198.
[39171]:انظر: هذا القول في الجامع 7/218.
[39172]:ق: للكفور، وانظر: هذا القول في الجامع 7/217.
[39173]:ساقط من ق.
[39174]:انظر: قول ابن زيد في جامع البيان 14/122.
[39175]:في النسختين معا: "الله" بزيادة الألف.
[39176]:الأنعام: 136.
[39177]:ق: تختلفون.
[39178]:ساقط من ق.
[39179]:انظر: قول قتادة في جامع البيان 14/ 123.
[39180]:انظر : قول ابن عباس في جامع البيان 14/124 والجامع 10/77.
[39181]:انظر: قول الضحاك في جامع البيان 14/124 وفيه: أنه "الكميد" بالياء.