قوله { ويجعلون لله ما يكرهون } إلى قوله { لقوم يسمعون } [ 62-65 ] .
قوله : { ألستم } جمع لسان على لغة من {[39225]} ذكره . ويجمع إلى ألسن على لغة من أنثه {[39226]} . ولو سميت بالسن لم ينصرف في المعرفة خاصة للتعريف ولأنه على وزن الفعل إذا قلت : أنا أخرج وأنا أدخل ، ولو سميت بالسنة لم تنصرف {[39227]} على كل حال .
ومعنى الآية : ويجعل {[39228]} هؤلاء المشركون لله ما يكرهون لأنفسهم . وذلك جعلهم له البنات وهم يكرهونها { وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى } [ 62 ] أي الجنة : أي : يكذبون فيدعون أن لهم الجنة .
{ لا جرم أن لهم النار } [ 62 ] .
أي : وجب أن لهم النار ، وقال مجاهد : { أن لهم الحسنى } هو : قول كفار قريش لنا البنون/ ولله البنات {[39229]} . وقال قتادة : الحسنى هنا الغلمان {[39230]} .
وقرأ بعض الشاميين " ألسنتهم الكذب " بالرفع {[39231]} ، جعله نعتا للألسنة ، وبناه على فعل جعله جمع كذوب {[39232]} " وأن " عند قطرب {[39233]} في موضع رفع بجرم لأنه بمعنى : وجب أن لهم {[39234]} . وعند غيره في موضع نصب بجرم لأنه بمعنى كسب ، أي : كسب لهم ذلك أن لهم النار ، وما {[39235]} بعدها رد لما قبلها {[39236]} ، وقد تقدم ذكره { لا جرم } {[39237]} في سورة هود {[39238]} بأشيع من هذا .
وقال ابن عباس { لا جرم } معناه : بلى أن لهم {[39239]} . وقيل : معناه : واجبا أن لهم {[39240]} .
وقوله : { وأنهم مفرطون } [ 62 ] .
من قرأ بفتح الراء {[39241]} ، فمعناه عند الحسن ، معجلون إلى النار {[39242]} . وقال ابن جبير ، منسيون فيها ، متركون فيها {[39243]} . قال مجاهد : منسيون {[39244]} . وفي الحديث " أنا فرطكم على الوض " {[39245]}[ أي {[39246]} ] متقدمكم إليه حتى تردوا علي . وأفرطته أقدمته {[39247]} . وقال أبو عبيدة والكسائي معناه : متركون في النار {[39248]} .
فأما من قرأ بكسر الراء {[39249]} فمعناه : مبالغون في الإساءة . يقال : أفرط {[39250]} فلان على فلان إذا أربى عليه وبالغه في الشر {[39251]} .
وقرأ أبو جعفر " مفرطون " {[39252]} ، بالتشديد وكسر الراء {[39253]} ومعناه : مضيعون ما ينفعهم في الآخرة {[39254]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.