الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلۡمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيۡهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ} (61)

ثم قال تعالى : { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة } [ 61 ] .

أي : لو أخذ الله عصاة بني آدم لمعاصيهم{[39212]} ، ما ترك على الأرض أحدا ممن [ يدب{[39213]} ] { ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى }{[39214]} أي : إلى وقتهم الذي كتب{[39215]} لهم ووقت . فإذا جاء ذلك الأجل الذي وقت لهلاكهم ، لم{[39216]} يستأخروا عن الهلاك ساعة ولم{[39217]} يستقدموا ساعة قبله{[39218]} . قال بعضهم : كاد{[39219]} الجعل أن يعذب بذنب بني آدم وقرأ :

{ ولو يؤاخذ [ الله{[39220]} ] الناس بظلمهم } الآية{[39221]} . وسمع أبو هريرة رجلا يقول : أن الظالم لا يضر إلا نفسه . فالتفت إليه أبو هريرة فقال : بلى والله ، إن الحبارى لتموت في وكرها هزالا{[39222]} بظلم الظالم{[39223]} . وقال ابن مسعود : خطيئة ابن آدم قتلت الجعل{[39224]} .


[39212]:ق : "أي لو واخذ الله الناس بظلمهم".
[39213]:ق: يدنب.
[39214]:ق: كتبه.
[39215]:ق: "كتبه".
[39216]:ط: ثم.
[39217]:ق: ولا.
[39218]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 14/125.
[39219]:ق: كان.
[39220]:ساقط من ق.
[39221]:وهذا القول هو لأبي الأحوص، انظره في : جامع البيان 14/126.
[39222]:ق : "هزؤا إلا بظلم".
[39223]:انظر: قول أبي هريرة في جامع البيان 14/126، والدر 5/140.
[39224]:انظر : قول ابن مسعود في جامع البيان 14/126.