قوله تعالى : { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة }[ 59 ] .
إلى قوله { وعده ماتيا }[ 61 ] .
المعنى : فخلف من بعد من ذكرنا من الأنبياء ، خلف سوء خلفوهم في الأرض .
يقال في الردئ ( خَلْف ) بإسكان اللام ، وفي الصلاح ( خَلَفْ ) بتحريك اللام{[44433]} . وعن أبي إسحاق{[44434]} ضد هذا{[44435]} والأول أشهر .
ثم قال : { أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات } أي أخروا الصلاة عن مواقيتها ، ولم يتركوها ، ولو تركوها لكان كفرا .
قاله عمر بن عبد العزيز : {[44436]} وهو معنى قول ابن مسعود . وكذلك قال ابن مسعود : في قوله تعالى ذكره : { الذين هم عن صلاتهم ساهون }{[44437]} إنه تأخيرها عن وقتها{[44438]} .
قال مسروق{[44439]} : لا يحافظ على الصلوات الخمس{[44440]} أحد فيكتب من الغافلين .
وروى الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال{[44441]} : " الخلف من بعد ستين سنة " {[44442]} .
قال أبو محمد مكي{[44443]} رضي الله عنه : وقد ذكر الجعفي{[44444]} في تفسيره عن محمد بن كعب القرظي أنه قال : هم ناس يظهرون في آخر الزمان من قبل المغرب ، وهم شر من يملك ، وذكر اسمهم{[44445]} .
وعن مجاهد ، أن الخلف هنا النصارى بعد اليهود{[44446]} . رواه ابن وهب ، وهو ظاهر الآية لأن بعده ( إلا من تاب وآمن ) فذكره لشرط الإيمان مع التوبة يدل على أنهم لم يكونوا مؤمنين .
وقوله : { واتبعوا الشهوات } قيل : معناه : اتبعوا شهواتهم فيما حرم الله عليهم .
وقال القرظي : أضاعتهم لها ، تركها{[44447]} وهذا القول اختيار الطبري{[44448]} لقوله بعد ذلك : { إلا من تاب وآمن وعمل صالحا } فلو كان المضيعون{[44449]} مؤمنين لم يقل : ( إلا من تاب وآمن ) ولكنهم كانوا كفارا بتركهم للصلاة{[44450]} والزكاة .
وقال مجاهد : هؤلاء قوم{[44451]} يكونون عند قيام الساعة ، وذهاب صالحي{[44452]} أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ينزو بعضهم على بعض في الأزقة زنا{[44453]} .
وقال عطاء : هم من أمة محمد عليه السلام{[44454]} .
ثم قال تعالى : { فسوف يلقون غيا }[ 59 ] .
يعني : واديا في جهنم قاله ابن عمر{[44455]} . وعنه أنه قال : هو نهر في جهنم ، خبيث الطعم بعيد القعر{[44456]} .
وقال ابن عباس : غيا : خسرانا{[44457]} .
وقال ابن زيد : ( غيا ) شرا{[44458]} .
والتقدير : فسوف يلقون جزاء الغي ، كما قال يلق آثاما أي : جزاء الآثام .
وقيل{[44459]} : سمي الوادي غيا لأن الغاوين يصيرون إليه .
وقيل{[44460]} : المعنى{[44461]} : ( فسوف يلقون غيا ) . أي : خيبة من الجنة ، والثواب الذي يناله المؤمنون ، وعذابا في النار{[44462]} .
و( الغي ) في اللغة الخيبة{[44463]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.