ثم قال : ( وَلَئِنَ اَتَيْتَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ ءَايَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ )( {[4703]} ) [ 144 ] .
أي : ولئن جئت يا محمد اليهود والنصارى بكل برهان وحجة بأن الحق ما جئتهم( {[4704]} ) به من فرض التحول إلى المسجد الحرام ، ما صدقوا به ولا اتبعوه مع قيام الحجة عليهم .
وقوله : ( وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ) [ 144 ] .
أي : ما لك من سبيل يا محمد إلى/اتباع قبلتهم لأن اليهود تستقبل بيت المقدس بصلاتها ، والنصارى تستقبل/المشرق . فمن أين يكون لك يا محمد السبيل إلى اتباع قبلتهم مع اختلاف وجوهها( {[4705]} ) ، فالزم ما أمرت به من استقبال المسجد الحرام .
ثم قال : ( وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ) [ 144 ] .
أي : وما اليهود بتابعين قبلة النصارى ، ولا النصارى بتابعين قبلة اليهود . قاله السدي وغيره( {[4706]} ) .
وقيل : معناه : وما الذين اتبعوك من اليهود بتابعين قبلة من لم يتبعك ، ولا الذين لم يتبعوك بتابعين قبلة من اتبعك منهم . وقال السدي : " أنزل الله تعالى هذه الآية من أجل أن( {[4707]} ) النبي صلى الله عليه وسلم لما حوّل إلى الكعبة قالت اليهود : إن محمداً اشتاق إلى قبلة إبراهيم ومولده ، ولو ثبت على قبلتنا( {[4708]} ) لكنا نرجو أن يكون( {[4709]} ) هو/صاحبنا الذي ننتظره ، فأنزل الله عز وجل : ( وَإِنَّ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ) إلى قوله : ( لَيَكْتُمُونَ الحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )( {[4710]} ) . وهو قول ابن زيد( {[4711]} ) .
ثم قال : ( وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِّن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ) [ 144 ] .
أي : ولئن التمست يا محمد رضا هؤلاء اليهود والنصارى الذين قالوا لك ولأصحابك : ( كونوا ( {[4712]} )/هُوداً اَوْ نَصَارَى ) ، فاتبعت قبلتهم من بعد ما جاءك من العلم أنهم على باطل وعلى عناد للحق ، وأنهم يعرفون أن الحق ما أنت عليه إنك إذاً لمن الظالمين لنفسك .
وهذا( {[4713]} ) خطاب للنبي [ عليه السلام ]( {[4714]} ) ولسائر أمته .
وقيل : المراد به أمته( {[4715]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.