ثم قال : { أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون }[ 126 ] .
أي : أفلم يهد يا محمد لقومك كثرة ما أهلكنا قبلهم من القرون الماضية ، يمشون في مساكنهم وآثارهم ، ويرون آثار العقوبة التي أحللنا بهم{[45643]} لما كفروا ، فيؤمنون بالله وكتبه ورسله خوفا أن يصيبهم بكفرهم مثل ما أصاب القرون قبلهم ، فيكون ( كم ) فاعلة ليهد على هذا التقدير ، كأنه قال : أفلم يهد لهم القرون التي هلكت . ( ويهد ) بمعنى ، يبين ، وشاهد هذا التقدير أن في حرف/ ابن مسعود : أفلم يهد لهم من أهلكنا قبلهم{[45644]} فكم في موضع ( من ) .
وقيل{[45645]} : ( كم ) استفهام ، فلا يعمل{[45646]} ما قبلها فيها ، وهي في موضع نصب{[45647]} ب( أهلكنا ) . وهذا القول هو الصحيح عند البصريين ، لا يعمل{[45648]} ما قبل ( كم ) فيها خبرا كانت أو استفهاما ، إنما يعمل فيها عندهم ما بعدها ، كأي في الاستفهام .
وكانت{[45649]} قريش تسافر إلى الشام ، فيرون آثار عاد وثمود ومن هلك بكفره قبلهم وبعدهم ، فحذرهم الله أن يصيبهم مثل ما عاينوا .
وقيل : التقدير : أفلم يهد لهم الأمر ، بإهلاكنا من أهلكنا ، فالفاعل{[45650]} مضمر .
وقال المبرد : الفاعل المصدر ، ودل ( يهدي ) عليه ، كأنه قال : يهدي الهدى .
ثم قال تعالى : { إن في ذلك لآيات لأولي النهى }[ 126 ] .
أي : إن{[45651]} في ما يعاين هؤلاء من مساكن القرون الهالكة{[45652]} التي كذبت رسلها{[45653]} قبلهم ، لدلالات وعبرا ومواعظ{[45654]} لأولى العقول .
وقال ابن عباس : { لأولي النهى } : لأولي التقى{[45655]} .
وقال قتادة : لأولي الورع{[45656]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.