الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰ} (131)

ثم قال تعالى : { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم }[ 129 ] .

أي : لا تنظر يا محمد إلى ما جعلناه لهؤلاء المعرضين عن آيات الله وأشكالهم من متعة متعوا بها في الدنيا { لنفتنهم فيه } أي : لنختبرهم فيما متعناهم به .

وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على إبل لبعض العرب قد سمنت فتقنع ثم مر{[45675]} ولم ينظر إليها ، لقول الله تعالى : { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم . . . }{[45676]} الآية .

( وزهرة ) منصوبة بمعنى : متعنا ، لأن ( متعنا ) بمعنى : {[45677]} جعلنا ، أي : جعلنا لهم الحياة الدنيا زهرة .

ثم قال تعالى ذكره : { وزرق ربك خير وأبقى }[ 130 ] .

أي : وعده لك بما يعطيك في الآخرة خير لك ( وأبقى ) أي : ( وأدوم ) .

ويروى أن هذه الآية نزلت على النبي صلى الله من قبل أنه بعث إلى يهودي يستسلف منه طعاما ، فأبى أن يسلفه إلا برهن فحزن النبي لذلك ، فأنزل الله تعالى : { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا . . . } الآية ، ونزلت { ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك . . . }{[45678]} الآية .

وقوله : { زهرة الحياة الدنيا } يعني : زينتها .

وقوله : لنفتنهم فيه }[ 130 ] .

أي : / لنبتليهم فيه . وقيل : لنجعل لهم ذلك فتنة .


[45675]:ز: زهد.
[45676]:انظر: المطالب العالية 3/352 ولباب النقول 184 وزاد المسير 5/335.
[45677]:قوله: (متعنا، لأن متعنا بمعنى) سقط من ز بانتقال النظر.
[45678]:الحجر: آية 88. وانظر: الأثر في لباب النقول 184 وتفسير القرطبي 11/262 والدر المنثور 4/313.