فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱضۡمُمۡ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخۡرُجۡ بَيۡضَآءَ مِنۡ غَيۡرِ سُوٓءٍ ءَايَةً أُخۡرَىٰ} (22)

{ واضمم يَدَكَ إلى جَنَاحِكَ } قال الفراء والزجاج : جناح الإنسان عضده ، وقال قطرب : جناح الإنسان جنبه . وعبر عن الجنب بالجناح ؛ لأنه في محل الجناح ، وقيل : إلى بمعنى مع ، أي مع جناحك ، وجواب الأمر { تَخْرُجْ بَيْضَاء } أي تخرج يدك حال كونها بيضاء ، ومحل { مِنْ غَيْرِ سُوء } النصب على الحال ، أي كائنة من غير سوء . والسوء : العيب ، كني به عن البرص ، أي تخرج بيضاء ساطعاً نورها تضيء بالليل والنهار كضوء الشمس من غير برص . وانتصاب { آيةً أُخْرَى } على الحال أيضاً ، أي معجزة أخرى غير العصا . وقال الأخفش : إن آية منتصبة على أنها بدل من بيضاء . قال النحاس : وهو قول حسن . وقال الزجاج : المعنى : آتيناك أو نؤتيك آية أخرى لأنه لما قال : { تَخْرُجْ بَيْضَاء } دلّ على أنه قد آتاه آية أخرى .

/خ35