الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَٰلَ رَبِّ ٱحۡكُم بِٱلۡحَقِّۗ وَرَبُّنَا ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلۡمُسۡتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} (112)

ثم قال تعالى : { قل رب أحكم بالحق } أي : قل يا محمد : رب افصل بيني وبين من كذبني بإحلال عذابك بهم ونقمتك ، وهو الحق الذي أمر الله تعالى نبيه أن يسأله إياه ومثله { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق }{[46486]} .

وروى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان شهد قتالا يقول : يا رب احكم بالحق{[46487]} .

وقرأ أبو جعفر يزيد{[46488]} : { قل رب } بالرفع ، وهو غلط عند النحويين لا يجوز عندهم رجل أقبل ، لأنهم جعلوا يا عوضا عن المحذوف والأصل يا أيها الرجل .

وقرأ{[46489]} عكرمة والضحاك{[46490]} : { قل رب } بفتح الياء { احكم } بالرفع والهمز{[46491]} على الابتداء . أو{[46492]} الخبر . واحتجا في ذلك بأن الله تعالى لا يحكم إلا بالحق ، فكيف يأمره أن يسأل أن يحكم له{[46493]} بالحق . ومعنى ذلك{[46494]} عند العلماء رب عجل{[46495]} حكمك بالحق .

والتقدير عند أبي عبيد{[46496]} : أحكم بحكمك{[46497]} الحق .

ثم قال تعالى : { وربنا الرحمن }[ 111 ] .

أي : وقل يا محمد : { وربنا الرحمن } أي : الذي يرحم عباده المؤمنين . { المستعان على ما تصفون }[ 111 ] .

أي : الذي استعينه عليكم فيما تقولون وتصفون من قولكم : { ما هذا إلا بشر مثلكم }{[46498]} وقولكم : { بل افتراه بل هو شاعر }{[46499]} . وكذبكم على الله جل ذكره في قولكم : { اتخذ الرحمن ولدا }{[46500]} وشبهه من باطلكم .


[46486]:الأعراف آية 88.
[46487]:انظر: جامع البيان 17/108 والدر المنثور 4/342.
[46488]:انظر: مختصر ابن خالويه: 95-96.
[46489]:ز: وقال.
[46490]:انظر: مختصر ابن خالويه: 96.
[46491]:(والهمز) سقطت من ز.
[46492]:ز: و.
[46493]:له سقطت من ز.
[46494]:ز: ذلك عندهم أي عند العلماء.
[46495]:عجل سقطت من ز.
[46496]:ز: أبي عبيدة.
[46497]:ز: بحقك. (تحريف)ز
[46498]:المؤمنون آية 24.
[46499]:الأنبياء آية 5.
[46500]:البقرة آية 115.