ثم قال تعالى : { قل رب أحكم بالحق } أي : قل يا محمد : رب افصل بيني وبين من كذبني بإحلال عذابك بهم ونقمتك ، وهو الحق الذي أمر الله تعالى نبيه أن يسأله إياه ومثله { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق }{[46486]} .
وروى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان شهد قتالا يقول : يا رب احكم بالحق{[46487]} .
وقرأ أبو جعفر يزيد{[46488]} : { قل رب } بالرفع ، وهو غلط عند النحويين لا يجوز عندهم رجل أقبل ، لأنهم جعلوا يا عوضا عن المحذوف والأصل يا أيها الرجل .
وقرأ{[46489]} عكرمة والضحاك{[46490]} : { قل رب } بفتح الياء { احكم } بالرفع والهمز{[46491]} على الابتداء . أو{[46492]} الخبر . واحتجا في ذلك بأن الله تعالى لا يحكم إلا بالحق ، فكيف يأمره أن يسأل أن يحكم له{[46493]} بالحق . ومعنى ذلك{[46494]} عند العلماء رب عجل{[46495]} حكمك بالحق .
والتقدير عند أبي عبيد{[46496]} : أحكم بحكمك{[46497]} الحق .
ثم قال تعالى : { وربنا الرحمن }[ 111 ] .
أي : وقل يا محمد : { وربنا الرحمن } أي : الذي يرحم عباده المؤمنين . { المستعان على ما تصفون }[ 111 ] .
أي : الذي استعينه عليكم فيما تقولون وتصفون من قولكم : { ما هذا إلا بشر مثلكم }{[46498]} وقولكم : { بل افتراه بل هو شاعر }{[46499]} . وكذبكم على الله جل ذكره في قولكم : { اتخذ الرحمن ولدا }{[46500]} وشبهه من باطلكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.