ثم قال تعالى : { يوم نطوي السماء كطي السجل } أي : لا يحزنهم الفزع الأكبر يوم نطوي السماء كطي السجل ، والسجل في قول عبد الله بن عمر ملك اسمه السجل قاله السدي{[46429]} .
والمعنى : نطوي السماء كما كما يطوي هذا الملك الكتاب .
وقال ابن عباس{[46430]} : هو رجل كان{[46431]} يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعن ابن عباس{[46432]} : أنه اسم الصحيفة التي يكتب فيها . والتقدير : كطي الصحيفة{[46433]} على الكتاب . وقاله : مجاهد ، وهو اختيار الطبري{[46434]} . قال : واللام بمعنى : ( على ) . والتقدير : نطوي السماء كما تطوى الصحيفة على ما فيها من الكتاب .
وقيل : التقدير : كطي الصحيفة من أجل ما كتب فيها . كما تقول : إنما{[46435]} أكرمك لفلان ، أي : من أجله{[46436]} .
ثم قال تعالى : { كما بدأنا أول خلق نعيده }[ 103 ] .
أي : نعيد الخلق حفاة غرلا يوم القيامة ، كما خلقناهم في بطون أمهاتهم . قاله{[46437]} مجاهد{[46438]} .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لإحدى نسائه : " تأتون حفاة عراة غلفا ، فاستترت بكم ذرعا وقالت : واسوأتاه : قال ابن جريج{[46439]} أخبرت أنها عائشة . وقالت : يا نبي الله ، لا يحتشم{[46440]} الناس بعضهم من بعض . قال : { لكن امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه }{[46441]} .
وقال ابن عباس{[46442]} في معنى : { كما بدأنا أول خلق نعيده } قال : نهلك كل شيء كما / كان أول مرة .
وقيل : ذلك خلق السماء{[46443]} مرة أخرى بعد طيها وزوالها وإفنائها يعيدها في الآخرة كما بدأها في{[46444]} أول خلق فجعلها سماء قبل أن لم تكن{[46445]} سماء { وعدا علينا } أي : لا بد من كون ذلك ، إنه لا يخلف الميعاد .
وقال ابن مسعود{[46446]} : يرسل الله جل ذكره ماء من تحت العرش كمني الرجل ، فينبت منه لحياتهم وأجسامهم كما تنبت الأرض المرعى .
ثم قال تعالى : { وعدا علينا إنا كنا فاعلين }[ 103 ] .
أي : وعدا لا بد منه ، إنا كنا قادرين على ذلك ، فاستعدوا له وتأهبوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.