قوله تعالى : { ولقد كتبنا في الزبور }[ 104 ] إلى قوله : { على ما تصفون }[ 111 ] آخر السورة{[46447]} .
المعنى : ولقد كتبنا في كتب الأنبياء كلها والقرآن .
وقوله : { من بعد الذكر }[ 104 ] .
الذكر : أم الكتاب الذي عند الله في السماء .
قاله : مجاهد وابن زيد{[46448]} .
وقال ابن جبير{[46449]} : الزبور : القرآن{[46450]} . والذكر : التوراة .
وقال ابن عباس{[46451]} : الزبور : الكتب التي أنزلت على الأنبياء بعد التوراة . والذكر : التوراة{[46452]} وقاله الضحاك .
وقال الشعبي{[46453]} : الزبور ، زبور داود ، والذكر : التوراة .
وقوله : { أن الأرض يرثها عبادي الصالحون }[ 104 ] .
أي : أثبتنا وقضينا في الكتاب من بعد أم الكتاب ، أن أرض الجنة يرثها العاملون بطاعة الله . قاله : ابن عباس ومجاهد ، وهو قول ابن جبير وابن زيد{[46454]} .
وعن ابن عباس{[46455]} أنه قال : أخبر الله تعالى في التوراة والإنجيل وسابق علمه قبل أن يخلق السماوات والأرض أنه يورث أمة محمد صلى الله عليه وسلم الأرض{[46456]} المقدسة .
وقد قيل : ويدخلهم الجنة ، وهم الصالحون .
ويدل على أنها أرض الجنة قوله : { وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء } .
قال ابن زيد{[46457]} : فالجنة مبتدؤها في الأرض ، وتذهب درجا علوا ، والنار مبتدؤها في الأرض وتذهب سفلا طباقا{[46458]} ، وبينهما حجاب سور ، ما يدري أحد ما ذلك السور ، وقرأ : { باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب }{[46459]} . قال : ودرج النار تذهب سفالا في الأرض ، والجنة تذهب{[46460]} علوا في السماوات .
وقال عامر بن عبد الله{[46461]} : هي الأرض التي تجتمع فيها{[46462]} أرواح المؤمنين حتى يكون البعث .
وعن ابن عباس{[46463]} أيضا أنه قال : هي أرض الكفار ترثها أمة{[46464]} محمد صلى الله عليه وسلم يريد يفتحونها .
وقيل{[46465]} : عُني بذلك ينو إسرائيل ، وقد وفى لهم عز وجل بذلك .
وهو قوله : { وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون . . . }الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.