قوله تعالى{[49835]} ذكره : { ويوم يعض الظالم على يديه }[ 27 ] ، إلى قوله : { ورتلناه ترتيلا }[ 32 ] .
أي : واذكر يا محمد يوم يعض الظالم نفسه{[49836]} ، المشرك بربه على يديه ، تندما وأسفا على ما فرط{[49837]} في جنب الله يقول : يا ليتني اتخذت في الدنيا مع الرسول سبيلا ، أي : طريقا إلى الجنة وإلى النجاة{[49838]} من عذاب الله . والظالم هنا{[49839]} : عقبة ابن أبي معيط{[49840]} ، وأبي بن خلف وكانا خليلين ، فقال أحدهما : بلغني أنك أتيت محمدا ، فاستمعت منه ، والله لا أرض عنك حتى تتفل في وجهه ، وتكذبه ، فلم يسلطه الله على ذلك ، فقتل عقبة يوم بدر صبرا{[49841]} ، وأما أبي بن خلف فقتله النبي{[49842]} يوم أحد{[49843]} في القتال ، وهما{[49844]} اللذان ذكرا في هذه الآية .
وقال مجاهد{[49845]} دعا عقبة بن أبي معيط مجلسا فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لطعام{[49846]} ، فأبى النبي عليه{[49847]} السلام أن يأكل فقال{[49848]} : لا آكل حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . فقالها ، فلقيه{[49849]} أمية بن خلف ، فقال : صبوت ، فقال ، إن{[49850]} أخاك على ما تعلم ، ولكني صنعت طعاما ، فأبى أن يأكل حتى أقول{[49851]} ذلك فقلته ، وليس من نفسي ، فأما عقبة فكان في الأسرى{[49852]} يوم بدر{[49853]} ، فأمر النبي صلى{[49854]} الله عليه وسلم بقتله فقال : أقتل دونهم ، فقال : نعم بكفرك وعتوك ، فقال من للصبية ؟ فقال : النار ، فقام{[49855]} علي / بن أبي طالب فقتله ، وأما أبي بن خلف ، فقتله النبي صلى الله عليه وسلم{[49856]} بيده ، وكان قد قال : والله لأقتلن محمدا ، بلغ ذلك النبي عليه السلام{[49857]} فقال : أنا أقتله إن شاء الله ، فالعاض على يديه هو عقبة .
روي{[49858]} : أنه يعض على يديه يوم القيامة ، أسفا على ما فاته من الإسلام ، وما فعل من الكفر ، فيأكلها حتى يبلغ إلى مرافق ثم تنبت ، فلا يزال هكذا كلما أكلها تنبت ، ندامة{[49859]} على ما فرط ويقول{[49860]} : { يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا }[ 28 ] يعني : أبي بن{[49861]} خلف الذي رده عن الإيمان{[49862]} .
وقيل{[49863]} ، عني{[49864]} بالظالم{[49865]} : كل ظالم ظلم نفسه بالكفر بالله ، ولذلك قال { يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا{[49866]} }[ 28 ] ، فأتى بلفظ فلان الذي يصلح أيضا لكل إنسان ، فالظالم{[49867]} اسم عام ، وفلان{[49868]} اسم عام ، فالندم والتحسر{[49869]} يكون من كل ظالم لنفسه بالكفر . ومعنى { لقد أضلني{[49870]} } لقد أضللت{[49871]} بقوله ومساعدته على الكفر واتباعي له .
وقال مجاهد : عني بفلان : الشيطان . وهو قول{[49872]} : أبي رجاء{[49873]} ، فالظالم{[49874]} كل من كفر بالله ، واتبع خطوات الشيطان فيندم{[49875]} على ذلك يوم القيامة ، ويعض على يديه ويقول : { لقد أضلني عن الذكر }[ 29 ] أي : أضلني الشيطان عن الإيمان بالقرآن بعد إذ{[49876]} جاءني من عند الله ، ودل على هذا التأويل قوله ، بعقب{[49877]} الآية .
{ وكان الشيطان للإنسان خذولا }[ 29 ] ، أي : يسلمه{[49878]} لما ينزله{[49879]} به من البلاء ويخذله{[49880]} فلا ينجيه منه{[49881]} .
وقالت{[49882]} : الرافضة{[49883]} لعنها الله : هما رجلان معروفان ، وذكروا رجلين من أجلّ{[49884]} أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، كذبا منهم وبهتانا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.