الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلۡقُرۡءَانُ جُمۡلَةٗ وَٰحِدَةٗۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَۖ وَرَتَّلۡنَٰهُ تَرۡتِيلٗا} (32)

ثم قال تعالى{[49903]} : { وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك{[49904]} } أي : قال مشركوا قريش : هلا نزل{[49905]} القرآن على محمد عليه السلام{[49906]} : جملة واحدة . كما نزلت التوراة والإنجيل .

قال الله تعالى وجل ذكره{[49907]} : { لنثبت به فؤادك }[ 32 ] ، أي : فرقنا نزوله ، لنثبت به فؤادك فلابد من إضمار فعل إذا وقفت على كذلك .

وقيل ، الوقف{[49908]} على " واحدة " ، ثم تبتدئ { كذلك لنثبت }{[49909]} .

أي{[49910]} نزل متفرقا لنثبت به فؤادك .

وقيل{[49911]} ، إن " ذا " من كذلك{[49912]} : إشارة إلى التوراة . أي : لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة مثل ذلك أي : مثل التوراة ، فتقف{[49913]} على { كذلك }[ 32 ] ، وتبتدئ { لنثبت به فؤادك }[ 32 ] ، أي : فعلنا ذلك لنثبت ، أي : ونزلناه متفرقا{[49914]} لنثبت ، فتضمر ما يتعلق{[49915]} به اللام ، ويكون{[49916]} الكاف في موضع نصب نعت لجملة . ومن ابتدأ بكذلك جعل الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف أي : نزلناه تنزيلا { كذلك لنثبت به فؤادك }[ 32 ] ، أي : فرقنا نزوله { لنثبت به فؤادك }[ 32 ] ، لأنهم سألوا ما الصلاح{[49917]} في غيره ، لأن القرآن ، كان ينزل متفرقا جوابا عما يسألون عنه ، كان ذلك من علامات النبوة ، إذ{[49918]} لا يسألون عن شيء إلا أجيبوا عنه ، وهذا لا يكون إلا من نبي .


[49903]:"تعالى" سقطت من ز.
[49904]:"كذلك" سقطت من ز.
[49905]:ز: أنزل.
[49906]:"عليه السلام" سقطت من ز.
[49907]:ز: جل ذكره.
[49908]:انظر: منار الهدى ص189-200، والمكتفى ص417.
[49909]:بعده في ز: "به فؤادك".
[49910]:"أي" سقطت من ز، وبعدها: "من".
[49911]:انظر: معاني الفراء 2/267.
[49912]:ز: ذلك.
[49913]:انظر: منار الهدى ص199، والمكتفى ص417.
[49914]:ز: مفترقا.
[49915]:ز: تعلق.
[49916]:ز: وتكون.
[49917]:ز: لا صلاح.
[49918]:"إذا" سقطت من ز.