اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَّقَدۡ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَنِيۗ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِلۡإِنسَٰنِ خَذُولٗا} (29)

{ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذكر } عن الإيمان والقرآن ، { بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي } يعني الذكر مع الرسول «وَكَانَ الشَّيْطَانُ » وهو كل متمرد عاتٍ من الجن والإنس ، وكل من صدَّ عن سبيل الله فهو شيطان{[36002]} . وقيل : أشار إلى خليله{[36003]} . وقيل : أراد إبليس ، فإنه الذي حمله على أن صار خليلاً لذلك المُضِل ، ومخالفة الرسول ، ثم خذله{[36004]} ، وهو معنى قوله : «للإنْسَانِ خَذُولاً » أي : تاركاً يتركه ويتبرأ منه عند نزول البلاء والعذاب{[36005]} .

وقوله : «وَكَانَ الشَّيْطَانُ » يحتمل أَنْ تكون هذه الجملة من مقول الظالم فتكون منصوبة المحل بالقول . وأن تكون من مقول الباري تعالى فلا{[36006]} محل لها ، لاستئنافها{[36007]} .


[36002]:انظر البغوي 6/173.
[36003]:انظر الفخر الرازي 25/76.
[36004]:المرجع السابق.
[36005]:انظر البغوي 6/173.
[36006]:في ب: ولا.
[36007]:انظر الكشاف 3/96، تفسير ابن عطية 11/34 – 35، البحر المحيط 6/496.