الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞لَتُبۡلَوُنَّ فِيٓ أَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَذٗى كَثِيرٗاۚ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ} (186)

قوله : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ) الآية [ 186 ] المعنى : لتختبرن بالمصائب في أموالكم ، وأنفسكم وهو موت الأقارب والعشائر ( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً ) ، الذين أوتوا الكتاب هنا : هم اليهود والمشركون هم النصارى ، وأما اليهود فسمعوا منهم ( إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ )( {[11386]} ) وقولهم ( يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ )( {[11387]} ) ، وقولهم : ( عُزَيْرُ ابْنُ اللَّهِ )( {[11388]} ) في أشباه لهذا ، وأما النصارى فقولهم : ( المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ )( {[11389]} ) .

وقيل : إنها نزلت في كعب بن الأشرف( {[11390]} ) كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ، ويشيب بنساء المسلمين ، ذكر ذلك الزهري( {[11391]} ) .

( وَإِن تَصْبِرُوا ) على أذاهم ( وَتَتَّقُوا ) الله ( فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاُمُورِ ) . وقيل : المعنى أنه أخبرهم بأنه قد فرض عليهم الجهاد بأموالهم وأنفسهم ، وفرض عليهم الزكاة فذلك ابتداؤه إياهم( {[11392]} ) .


[11386]:- آل عمران آية 181.
[11387]:- المائدة آية 64.
[11388]:- التوبة آية 30.
[11389]:- التوبة آية 30.
[11390]:- هو كعب بن الأشرف الطائي توفي 3 هـ شاعر جاهلي دان باليهودية أدرك الإسلام، ولم يسلم وأكثر من هجر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله فقتل. انظر: طبقات ابن سلام 1/282، ومعجم المرزباني 343.
[11391]:- انظر: جامع البيان 4/201 والدر المنثور 2/401.
[11392]:- انظر: جامع البيان 4/200.