الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ} (185)

قوله : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) [ 185 ] .

المعنى أن الآية : تهديد ووعيد لهؤلاء المفترين .

قوله ( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ ) أي : نجا ( فَقَدْ فَازَ ) أي : نجا وظفر ( وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا ) أي : لذتها وشهوتها إلا متعة متعتكموها ، و( الغُرُورِ ) : الخداع المضمحل .

وقال ابن سابط( {[11381]} ) : الدنيا كزاد الراعي تزوده( {[11382]} ) الكف من التمر أو شيء من الدقيق( {[11383]} ) .

والغرور مصدر : غره ، فإن فتحت العين فهو صفة الشيطان ، لأنه يغر ابن آدم حتى يوقعه في المعصية( {[11384]} ) .

روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ] واقرؤوا إن شئتم ( وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ )( {[11385]} ) .


[11381]:- هو عبد الله بن سابط من كبار التابعين وفقهائهم أخذ عنه بن جريج ونظراؤه. انظر: تاريخ الثقات 292.
[11382]:- (ج): تروده من الدقيق.
[11383]:- انظر: جامع البيان 4/199.
[11384]:- انظر: المفردات 371، واللسان (غر) 5/11.
[11385]:- أخرجه الدارمي في كتاب الرقائق 2/332، وابن ماجه في كتاب الزهد 2/148 والترمذي في أبواب الجهاد 3/107.