ثم قال تعالى : { أفمن زين له سوء عمله [ فرآه حسنا } من : رفع بالابتداء وخبره محذوف ، والتقدير : أفمن زين له سوء علمه{[56099]} ] فرآه حسنا ذهبت نفسك عليهم حسرات{[56100]} .
والمعنى : أن الله نهى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يغتم{[56101]} بمن كفر به وألا يحزن عليهم ، وهذا مثل قوله : { فلعلك باخع نفسك{[56102]} } أي : قاتلها .
وقال الأصمعي في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أهل اليمن هم أرق قلوبا وأبخع طاعة " {[56103]} : إن معنى " أبخع " : أنصح قال : وباخع نفسك من هذا ، كأنه من شدة نصحه لهم قاتل نفسه{[56104]} .
وقيل : التقدير في خبر الابتداء : أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا كمن هداه الله ، ودل على هذا المحذوف قوله بعد ذلك : { يضل من يشاء ويهدي من يشاء } .
ويدل على المحذوف في القول الأول : { فلا تذهب نفسك } فلا يحسن الوقف على هذين القولين على " حسنا " وتقف على القول الثاني على { ويهدي من يشاء } ولا تقف على القول الأول إلا على { حسرات }{[56105]} والمعنى زين له الشيطان سوء عمله فأراه إياه حسنا .
ثم قال تعالى : { إن الله عليم بما يصنعون } أي : ذو علم بعملهم ومحصيه عليهم ومجازيهم به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.