قوله تعالى ذكره : { من كان يريد العزة فلله العزة جميعا }10 إلى قوله : { ولعلكم تشكرون } 12 .
أي : من كان يريد العزة بعبادة الأوثان والأصنام فإن لله العزة جميعا ، قاله مجاهد{[56112]} .
وقال قتادة : معناه : من كان يريد أن يتعزز فليتعزز بطاعة الله{[56113]} وقال الفراء : معناه من كان يريد علم العزة فإنها لله جميعا ، أي : كلها له{[56114]} .
وقيل : المعنى من كان يريد العزة التي لا ذلة تعقبها فهي لله ، لأن العزة إذا أعقبتها ذلة فهي ذلة إذ قصاراها للذلة{[56115]} .
و " جميعا " منصوب على الحال{[56116]} أي : إن العزة في حال اجتماعها له في الدنيا والآخرة .
ثم قال تعالى ذكره : { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } أي : إلى الله يصعد ذكر العبد ربه ، ويرفع ذكر العبد ربه العمل الصالح ، وهو العمل بطاعة الله .
ويقال : الكلم الطيب هو لا إله إلا الله ، يرفعه عمل الفرائض فإذا قال العبد لا إله إلا الله نظرت الملائكة إلى عمله ، فإن كان عمله موافقا لقوله صعدا جميعا ولهما دوي كدوي النحل حتى يقف بين يدي الله تعالى ، فينظر إلى قائلها نظرة لا يبؤس بعدها أبدا ، وإذا كان عمله مخالفا لقوله ، وقف حتى يموت من عمله .
قال عبد الله : إنا إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله عز وجل ، إن العبد المسلم إذا قال : سبحان الله وبحمده الحمد لله لا إله إلا الله والله أكبر تبارك الله ، أخذهن ملك فجعلهن تحت جناحه ثم يصعد بهن إلى السماء فلا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن ثم قرأ عبد الله :
{ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه }{[56117]} .
وقال كعب : إن لسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لدويا حول العرش كدوي النحل يذكرن بصاحبهن . والعمل في الخزائن{[56118]} .
قال ابن عباس : { الكلم الطيب } ذكر الله و{ العمل الصالح } أداء فرائضه فمن ذكر الله في أداء فرائضه ، حمل عمله ذكر الله فصعد به إلى الله سبحانه .
ومن ذكر الله ولم يؤد فرائضه رد كلامه على عمله فكان أولى به{[56119]} . وكذلك قال الحسن وابن جبير ومجاهد وأبو العالية{[56120]} والضحاك{[56121]} وقال شهر بن حوشب{[56122]} .
" الكلم الطيب " القرآن ، " والعمل الصالح " يرفع القرآن{[56123]} . أي التوحيد يرفع القرآن .
روي عن ابن مسعود أنه قال : إذا حدثناكم بحديث آتيناكم بتصديقه من كتاب الله عز وجل : خمس ما قالهن عبد مسلم إلا قبض عليهن ملك فجعلهن تحت جناحه فيصعد بهن لا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يجيء بها الرحمن : الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر وتبارك وتعالى ثم قرأ : { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه }{[56124]} .
وعن قتادة أنه قال : العمل الصالح يرفعه الله{[56125]} . ويجب على هذا القول أن يكون الاختيار نصب " والعمل الصالح " .
وقيل : إن المعنى : والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب . ويجب أيضا على هذا التأويل أن يكون الاختيار نصب " العمل الصالح " ولم يقرأ به أحد غير عيسى بن عمر{[56126]} .
وما تقدم عند هذين من التأويلات لا يلزم فيها نصب " العمل " لأن الضمير لا يعود على العمل .
ثم قال : { والذين يمكرون السيئات } أي يكتسبونها .
{ لهم عذاب شديد } يعني عذاب جهنم .
ثم قال : { ومكر أولئك هو يبور } أي وعمل هؤلاء المشركين هو يبطل ويهلك لأنه لم يكن لله .
قال قتادة : يبور : يفسد{[56127]} . يقال بار ، يبور إذا هلك{[56128]} .
وقال شهر بن حوشب : هم أصحاب الرياء{[56129]} .
وقال أبو إسحاق : وقد بين الله مكرهم في سورة الأنفال فقال : { وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك{[56130]} }{[56131]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.