الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (6)

ثم قال تعالى : { إن الشيطان لكم عدو } أي : إن الشيطان الذي نهيتكم ألا يخدعنكم ويغركم لكم عدو .

{ فاتخذوه عدوا } أي : أنزلوه منزلة العدو لكم واحذروه ولا تطيعوه ، فإنما يدعو من أطاعه وهم حزبه .

{ ليكونوا من أصحاب السعير } أي : من المخلدين في نار جهنم .

ويقال السعير : الطبقة السادسة من جهنم لأنها سبع طباق ، وطبقة تحت طبقة ، لكل طبقة باب ، كما قال : لها سبعة أبواب فكل باب تحت الباب الذي فوقه أعاذنا الله منها .

وعدو هنا بمعنى معاد ، فيجوز تثنيته وجمعه وتأنيثه فإن جعلته بمعنى النسب لم تجمع ولم تثن ولم يؤنث .

وعلى هذا قال تعالى : { فإنهم عدو لي }{[56097]} .


[56097]:الشعراء آية 77