ثم قال تعالى : { وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى } أي : وأما ثمود ) {[60203]} فبينا لهم سبيل الحق وطريق الرشاد {[60204]} .
قال ابن عباس : ( فهديناهم : بينا لهم ) {[60205]} .
( وقال قتادة : فهديناهم : بينا لهم سبيل الخير {[60206]} ) والشر {[60207]} .
وقال ابن زيد : فهديناهم : أعلمناهم {[60208]} الهدى والضلالة ونهيناهم أن يتبعوا الضلالة ، وأمرناهم أن يتبعوا الهدى فاستحبوا الضلالة على الهدى واختاروها {[60209]} .
وقال الضحاك : فهديناهم : أخرجنا لهم الناقة تصديقا {[60210]} لما دعاهم إليه صالح ، فاستحبوا الكفر على الإيمان {[60211]} .
وقال السدي : فاختاروا الضلالة والعمى على الهدى ، وهو قول ابن زيد وغيره {[60212]} .
والرفع في ( ثمود ) عند سيبويه مثل : زيد {[60213]} ضربته {[60214]} .
وقيل {[60215]} : إن النصب الإختيار ، لأن ( أما ) فيها معنى الشرط .
والشرط بالفعل أولى {[60216]} ، وبه يكون ، فلا بد من إضماره {[60217]} ، فيعمل في ثمود فينصبه {[60218]} .
وقرأ ابن أبي إسحاق بالنصب . ورويت أيضا عن الأعمش وعاصم {[60219]} {[60220]} وذلك على إضمار فعل مثل : زيدا ضربته {[60221]} .
ثم قال : { فأخذتهم صاعقة العذاب الهون } أي : فأخذهم العذاب ( المذل المهين ) {[60222]} ، فأهلكهم بما كانوا يكسبون من الكفر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.