الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظًاۖ إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِنَّا رَحۡمَةٗ فَرِحَ بِهَاۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ فَإِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ كَفُورٞ} (48)

ثم قال تعالى : { فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ } أي : فإن أعرض هؤلاء المشركون عما جئتهم به يا محمد من الحق فلم يؤمنوا به{[61091]} فدعهم ، فإذا لم نرسلك إليهم رقيبا عليهم تحفظ{[61092]} أعمالهم ، ما عليك إلا البلاغ لما أرسلت به إليهم ، فإذا بلغت قضيت ما يجب عليك .

ثم قال تعالى : { وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة } أي : أغنيناه ووسعنا{[61093]} عليه فرح بها .

{ وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور } أيك وإن يصب الإنسان فقر ، أو ضيق عيش ، أو علة بما قدمت يداه من المعاصي – عقوبة له من الله عز وجل على فعله وعصيانه – جحد نعم الله سبحانه المتقدمة عنده ويئس من الخير .

والتقدير ، فإن الإنسان كفور ، أي : جحود لنعم ربه ، يعد{[61094]} المصائب ويجحد النعم .

والإنسان هنا : واحد للجنس ، يدل على الجمع ، ولذلك قال : { وإن تصبهم } ، فَجَمَعَ{[61095]} .


[61091]:(ح): له.
[61092]:(ت): تحفظ عليهم.
[61093]:(ت): ووسعناه.
[61094]:(ت): بعدد.
[61095]:انظر إعراب النحاس 4/91.