ثم قال تعالى : { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب } ، أي : وما ينبغي لبشر من بني آدم أن يكلمه ربه مشافهة ، ولكن وحيا يوحي إليه كيف يشاء ، إما إلهاما ، وإما مع ملك مقرب ، أو من وراء حجاب{[61105]} حيث يسمع كلامه ولا يراه كما فعل بموسى صلوات الله عليه .
{ أو يرسل رسولا } يعني : من الملائكة ، كجبريل وشبهه .
{ فيوحي بإذنه ما يشاء } أي : فيبلغ الملك إلى البشر المرسل إليه بإذن الله عز وجل ما يشاء الله{[61106]} أن يبلغه إليه{[61107]} من أمره ونهيه وخبره وما أراد .
وقال مجاهد { إلا وحيا } ، أي : إلا أن يلقي ( في قلبه ){[61108]} ما يشاء ، ويلهمه ما يشاء ، { أو من وراء حجاب } كموسى ، { أو يرسل رسولا } كجبريل إلى محمد عليهما السلام{[61109]} .
وقيل : معنى : { إلا وحيا } كما أوحى إلى الأنبياء بإرسال جبريل وشبهه من الملائكة { أو من وراء حجاب } كما كلم موسى ، { أو يرسل رسولا } – يعني : من البشر – إلى الناس كافة .
وقال القتبي : { إلا وحيا } : في المنام ، { أو من وراء حجاب } كما كلم موسى { أو يرسل رسولا } أي ملكا{[61110]} إلى النبي من بني آدم فيبلغه عن الله ( ما يشاء ){[61111]} الله أن يبلغه .
{ إنه علي حكيم } أي : إن الله عز وجل لذو{[61112]} علو على كل شيء واقتدار ، ذو حكمة في تدبيره خلقه .
( وليس العلو في هذا وشبهه من المسافة إنما هو علو اقتدار ، ورفعة حال وجلالة ){[61113]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.