قوله : { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى } إلى آخر السورة الآيات [ 13-18 ] .
أي : خلقناكم من آدم وحواء ، يعني من ماء ذكر وماء {[64466]} أنثى .
قال مجاهد : خلق الله عز وجل {[64467]} الولد من ماء الرجل وماء المرأة {[64468]} .
ثم قال : { وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا } .
أي : وجعلناكم متناسبين يناسب بعضكم بعضا فيعرف بعضكم بعضا ، فيقال فلان ابن فلان من بني فلان فيعرف {[64469]} قرب نسبه من بعده فالأفخاذ {[64470]} أقرب [ من القبائل والقبائل أقرب ] {[64471]} من الشعوب .
قال مجاهد : شعوبا هو النسب البعيد ، والقبائل {[64472]} دون ذلك {[64473]} .
وكذلك قال قتادة والضحاك {[64474]} .
قال ابن عباس : الشعوب الجماع ، والقبائل البطون {[64475]} .
وقال ابن جبير : الشعوب {[64476]} الجمهور ، والقبائل {[64477]} الأفخاذ {[64478]} .
وواحد الشعوب شعب بالفتح {[64479]} ، والشعب عند أهل اللغة : الجمهور مثل مضر تقسمت وتفرقت ، ثم يليه {[64480]} القبيلة لأنها يقابل بعضها بعضا ، ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ وهو أقربها .
وقيل {[64481]} : إن الشعوب الموالي ، والقبائل العرب {[64482]} .
ثم قال : { إن أكرمكم عند الله أثقاكم } .
أي : أفضلكم عند الله أتقاكم لارتكاب ما نهى الله سبحانه {[64483]} عنه ، وأعمالكم لما أمر الله تعالى {[64484]} به ليس بأنسابكم إنما الفضل لمن كثر تقاه .
قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد سأل عن غير الناس فقال : " آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم وأتقاهم {[64485]} " .
قال أبو هريرة : ينادي {[64486]} مناد يوم القيامة إنا جعلنا نسبا وجعلتم نسبا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ليقم {[64487]} المتقون ، فلا يقوم إلا من كان كذلك {[64488]} . {[64489]}
وعن النبي صلى الله عليه وسلم {[64490]} أنه قال : " أخير الناس من طال عمره وحسن عمله {[64491]} " .
وروي عن ابن عباس أنه قرأ : " لتعرفوا أن أكرمكم عند الله {[64492]} بفتح " أن " وتعرفوا على مقال تضربوا ، على معنى جعلهم شعوبا وقبائل لكي يعرفوا أن أكرمهم {[64493]} عند الله أتقاهم {[64494]} ، ومجاز القراءة : جعلهم كذلك ليعرفوا أنسابهم ؛ لأن أكرمهم عند الله أتقاهم ؛ لأن : " تعرفوا " عملت في : " أن " لأنه {[64495]} لم يجعلهم شعوبا وقبائل ليعرفوا {[64496]} أن أكرمهم عند الله أتقاهم ، إنما جعلهم كذلك ليعرفوا أنسابهم .
وكسر " أن " أولى وأتم {[64497]} في المعنى المقصود إليه بالآية {[64498]} .
ثم قال : { إن الله عليم خبير } .
أي : ذو علم ، بأتقاكم {[64499]} عنده وأكرمكم ، وذو خبر بكم وبمصالحكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.