ثم قال : { يوم يقول لجهنم هل امتلأت {[64849]} وتقول هل من مزيد } [ 30 ] أي : يوم {[64850]} يقول لجهنم هل امتلأت لما سبق من وعيده في قوله : { لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين } {[64851]} وذلك قوله يوم القيامة . وقوله : { وتقول هل من مزيد } .
قال ابن عباس : إن الله {[64852]} قد سبقت كلمته لأملأن {[64853]} جهنم {[64854]} من الجنة والناس أجمعين ، فلما بعث الناس يوم القيامة ، وسيق أعداء الله إلى النار زمرا ، جعلوا يقتحمون في جهنم فوجا ، لا يلقى في جهنم فوج إلا ذهب فيها لا يملؤها شيء فقالت : ألست [ قد ] {[64855]} أقسمت لتملأني من الجنة والناس أجمعين ، قال : فوضع قدمه عليها ، فقالت حين وضع قدمه عليها : [ قد امتلأت فليس من مزيد ولم يكن يملؤها شيء حتى وجدت مس ما وضع عليها ] {[64856]} فتضايقت حين جعل عليها ما جعل فامتلأت فما فيها موضع إبرة {[64857]} {[64858]} .
قال مجاهد : وتقول {[64859]} هل من مزيد ، قال : وعدها ليملأنها فقال هلا وفيتك ( قالت وهل من مسلك {[64860]} ) ، فمعنى { هل من مزيد } ما من مزيد على هذين القولين {[64861]} .
وحكي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له بمكة : ألا تنزل دارا من دورك فقال : " وهل ترك لنا من دار {[64862]} " أي : ما ترك لنا دارا حين {[64863]} باعها وقت {[64864]} . الهجرة فالتقدير : هل من مسلك ( وقد امتلأت {[64865]} ) . فلا زيادة فيَّ .
وقال أنس بن مالك : يلقي في جهنم وتقول هل من مزيد ؛ أي : زدني ثلاثا ، حتى يضع قدمه فيها {[64866]} فتنزوي {[64867]} بعضها إلى بعض فتقول : قظ ثلاثا ، وهو قول ابن زيد {[64868]} .
فمعنى { هل من مزيد } على هذين القولين : زدني ، تسأله أن يزيد فيها من الخلق ، وعلى {[64869]} . القولين الأولين : لا مزيد في قد امتلأت ، فلا موضع لأحد في وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تزال جهنم تقول هل من مزيد فيقوم رب العالمين فيجعل قدمه فيها فتقول قط قط " .
ومعنى قدمه : أي : من تقدم في علمه أنه يدخله النار ، ومنه قوله تعالى { وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم {[64870]} } [ أي ] {[64871]} سابقة خير .
ومن روى الحديث : " حتى يضع الجبار فيها قدمه " احتمل التفسير الأول ، أي : حتى يضع {[64872]} لها من تقدم في علمنه أنه يدخل النار ، ويحتمل أن يكون/المعنى : حتى يضع الجبارون المتكبرون على الله فيها أقدامهم بأجمعهم ، والواحد يدل على الجمع {[64873]} .
وقال {[64874]} أبو هريرة : " اختصمت الجنة والنار ، فقالت : الجنة ما لي إنما يدخلني فقراء المسلمين وسقاطهم ، وقالت النار : ما لي {[64875]} إنما يدخلني الجبارون والمتكبرون " .
فقال تعالى ذكره {[64876]} : أنت رحمتي أصيب بك من أشاء [ وأنت عذابي أصيب به من أشاء ] {[64877]} ولكل واحدة منكما ملؤها ، فأما الجنة الله ينشىء لها من خلقه ما شاء ، وأما النار فيلقون فيها فتقول هل من مزيد ويلقون فيها فتقول {[64878]} هل من مزيد ، حتى يضع فيها قدمه ، فهناك تملأ وتنزوي {[64879]} بعضها إلى بعض وتقول : قط قط {[64880]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.