الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدۡوَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمٖۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرۡجِعُهُمۡ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (108)

قوله : { ولا تسبوا{[21317]} الذين يدعون من دون الله } الآية [ 109 ] .

{ عدوا } مصدر{[21318]} ، ويجوز أن يكون مفعولا من أجله{[21319]} .

وفي قراءة المكيين : { عدوا } جعلوه واحدا{[21320]} يدل على الجمع ، كما قال : { إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا }{[21321]} ، ونصبه على الحال{[21322]} . وقد روي عنهم : ( عُدُوّاً ) بضمتين{[21323]} ، وهي قراءة الحسن أبي رجاء وقتادة{[21324]} ، ونصبه على المصدر{[21325]} ، يقال : عدا{[21326]} يعدوا عدوا ( وعُدُوّا ){[21327]} وعدوانا{[21328]} .

ومعنى الآية : أن المشركين قالوا : لتنتهن{[21329]} عن سب آلهتنا أو{[21330]} نهجو{[21331]} ربكم ، فأمر ( الله ){[21332]} المسلمين{[21333]} ألا يسبوا آلهتهم لئلا يسبوا الله جهلا منهم بخالقهم ورازقهم{[21334]} .

( ثم قال تعالى ){[21335]} : { كذلك زينا لكل أمة عملهم } ( أي ){[21336]} كما زينا لهؤلاء{[21337]} عبادة الأوثان ، كذلك زينا لكل{[21338]} جماعة – اجتمعت على عمل من الأعمال ، طاعة أو{[21339]} معصية – عملهم ، ثم مرجعهم بعد ذلك إلى الله فيخبرهم{[21340]} بأعمالهم ويجازيهم عليها{[21341]} .


[21317]:ب: تنسوا.
[21318]:قال أبو جعفر: وأجمعت الحجة من قرأة الأمصار على قراءة ذلك في تفسير 12/35، وانظر: معاني الزجاج أيضا 2/281.
[21319]:انظر: إعراب النحاس 1/573، وإعراب مكي 265، وإعراب العكبري 530.
[21320]:ب : واحد.
[21321]:النساء آية 100.
[21322]:حكاه الطبري في تفسيره (عن بعض البصريين) 12/36، وهو في إعراب النحاس 1/573.
[21323]:هي قراءة الحسن وعثمان بن سعد في تفسير الطبري 12/36.
[21324]:انظر: إعراب النحاس 1/573، وهي قراءة يعقوب أيضا في المبسوط 200، وفي إتحاف فضلاء البشر 2/26.
[21325]:في معاني الزجاج: (على الحال) 2/281.
[21326]:د: عدوا.
[21327]:ساقطة من ب د.
[21328]:انظر: معاني الزجاج 2/281، وإتحاف فضلاء البشر 2/26.
[21329]:د: لتنهن.
[21330]:ب د: و.
[21331]:ب: نصحوا.
[21332]:ساقطة من ب د.
[21333]:ب: المسلمين.
[21334]:انظر: تفسير الطبري 12/34.
[21335]:ب : (وقال تعالى). د: قوله.
[21336]:ساقطة من ب د.
[21337]:ب: لها ولا.
[21338]:د: (لكل أمة أي: لكل).
[21339]:ب: و.
[21340]:د: فيخبرهم.
[21341]:انظر: تفسير الطبري 12/37.