الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَهُمۡ يَنۡهَوۡنَ عَنۡهُ وَيَنۡـَٔوۡنَ عَنۡهُۖ وَإِن يُهۡلِكُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ} (26)

قوله : { وهم ينهون عنه } الآية [ 27 ] .

المعنى أن الله أخبر عن المشركين أنهم ينهون الناس عن اتباع النبي والقبول منه ، { وينأون عنه } أي : يبعدون{[19491]} .

قال ابن عباس : لا يأتونه ولا يدّعون أحدا يأتيه{[19492]} . فالهاء{[19493]} – على هذا – تعود على النبي{[19494]} .

وقيل : المعنى أنهم ينهون [ الناس عن ]{[19495]} أن يستمعوا{[19496]} ما في القرآن ، / ويتباعدون هم عن استماعه ، فالهاء للقرآن{[19497]} .

وقيل : المعنى : أنهم ينهون الناس عن أذى{[19498]} محمد ، ( ويتباعدون هم ) عنه ، أي : عن اتباعه{[19499]} .

( و ){[19500]} روي عن ابن عباس أنها نزلت في أبي طالب{[19501]} عم النبي عليه السلام ونفر من كفار قريش كانوا ينهون ( ( الناس ) ){[19502]} عن أذى{[19503]} النبي{[19504]} ولا يؤمنون به ، ولا بما جاءهم به ، وكان أبو طالب ينهى أن يؤذى محمد ، ويتباعد عن{[19505]} قبول ما جاء به{[19506]} وهذا يدل على أنها في قريش{[19507]} .

وكان الطبري يختار أن تكون عامة في المشركين ، لأن أول الكلام جرى على العموم ، فيكون المعنى{[19508]} على هذا : وهم ينهون الناس أن يتبعوه ويتباعدون عن اتباعه ، وما { يهلكون إلا أنفسهم } أي : ما يهلكون بصدهم عنك إلا أنفسهم ، لأنهم يكسبونها سخط الله { وما يشعرون } ( أن ){[19509]} ذلك راجع{[19510]} عليهم{[19511]} .

وقرأ الحسن { وينأون{[19512]} ( عنه ){[19513]} } بإلقاء حركة الهمزة على النون على أصل التسهيل{[19514]} .


[19491]:هو قول ابن الحنفية وابن عباس والسدي وأبي معاذ في تفسير الطبري 11/311، 312 الذي اختاره في 11/315، وهو قول الزجاج في معانيه 2/238، وقول ابن قتيبة في غريبه 152.
[19492]:هذا المعنى في قوله (ينهون الناس عن محمد أن يؤمنوا به، و...يتباعدون عنه) في تفسير الطبري 11/311، وانظر: كذلك المحرر 6/29.
[19493]:ج د: والهاء.
[19494]:انظر: التفسير الكبير 12/189.
[19495]:ساقطة من أ.
[19496]:ب: يستمع. ج: يستنعوا.
[19497]:هو قول قتادة في أحكام القرطبي 6/408.
[19498]:مطموسة في أ. ج د: اذاء.
[19499]:هو قول ابن عباس والقاسم وحبيب وعطاء في تفسير الطبري 11/313 وما بعدها. وانظر: معاني الزجاج 2/238.
[19500]:ساقطة من ب ج د.
[19501]:هو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، اشتهر بكنيته، واسمه عبد مناف على المشهور. لما بعث رسول الله قام في نصرته وذب عنه من عاداه، توفي قبل الهجرة بثلاث سنين. انظر: الإصابة 4/115، والأعلام 4/10، والسيرة 2/57.
[19502]:ساقطة م ج د.
[19503]:مطموسة في أ. ج د: اذاء.
[19504]:د: محمد صلى الله عليه وسلم.
[19505]:مطموسة في أ. د: من.
[19506]:انظر: الروايات الواردة في تفسير الطبري 11/313، 314، وانظر: لباب النقول 100.
[19507]:انظر: أسباب النزول 144.
[19508]:مطموسة في أ. ب: العموم.
[19509]:الكلام هنا مطموس في أ. ساقطة من د.
[19510]:مطموسة في أ. د: رجع.
[19511]:انظر: تفسيره 11/315، 316.
[19512]:مطموسة في أ. ب/ ينئون.
[19513]:ساقطة من ج.
[19514]:انظر: إعراب النحاس 1/541.