قوله : { انظر كيف كذبوا على أنفسهم } الآية [ 25 ] .
معنى النظر هنا : هو نظر القلب ( معناه{[19426]} : تَبيَّنْ{[19427]} فاعلم كيف كذبوا في الآخرة ){[19428]} .
وقوله : { كذبوا } معناه : يكذبون ، إلا أنه لما كان أمراً يقع بلا شك ، أخبر عنه بمثل ما يخبر ( عما ){[19429]} وقع{[19430]} .
ومعنى { وضل عنهم ما كانوا يفترون } أي : وفارقتهم الأنداد والأصنام ، وتبرأوا منها{[19431]} . وقيل : ( معناه ){[19432]} ذهب عنهم ما كانوا يختلقون{[19433]} .
قال ابن عباس : لما رأوا أنه لا يدخل الجنة إلا أهل الإسلام ، قالوا ( تعالوا ){[19434]} فلنجحد ما كنا فيه ، فقالوا : { والله ربنا ما كنا مشركين } ، فختم الله على أفواههم ، وتكلمت أيديهم وأرجلهم ، فلا يكتمون الله حديثا ، فود الذين كفروا حين ذلك لو تسوى بهم الأرض ، و{ لا يكتمون }{[19435]} حديثا{[19436]} .
وقال ابن جبير : لما أمر{[19437]} بإخراج من دخل النار من أهل التوحيد ، قال من فيها من المشركين : تعالوا فنقل ( لا إله إلا الله ) لعلنا نخرج من هؤلاء . فقالوا{[19438]} ، فلم يُصَدّقوا ، فحلفوا فقالوا : { والله ربنا ما كنا مشركين }{[19439]} .
وقال قطرب{[19440]} : إنهم لم{[19441]} يتعمدوا الكذب ، ولكنهم قالوا ما{[19442]} قالوا وهم عند أنفسهم صادقون{[19443]} ، لكنهم كاذبون عند الله ، ولذلك قال : { انظر كيف كذبوا } .
والذي يدل على خطأ قول قطرب قوله : { يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم }{[19444]} ، فلم ( يحلفوا للنبي ){[19445]} قط إلا وهم يعلمون أنهم كاذبون ، وقد اخبر الله أن ( اليمينين متساويتان ){[19446]} . وقوله : { انظر كيف كذبوا } يدل على أنهم تعمدوا الكذب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.