الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ أَرَءَيۡتَكُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُ ٱللَّهِ أَوۡ أَتَتۡكُمُ ٱلسَّاعَةُ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَدۡعُونَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (40)

قوله : { قل أرأيتكم{[19801]} إن آتاكم عذاب الله } الآية [ 41 ] .

حكى أبو ( عبيد ){[19802]} عن ورض في ( أرايت ){[19803]} و( أرايتكم ){[19804]} أنه يحقق الأولى{[19805]} ، ويسقط الثانية ويعوض{[19806]} منها ألفا{[19807]} . فمن أجل هذه الرواية رواه جماعة عن{[19808]} ورش{[19809]} بالمد{[19810]} ، والذي عليه أهل العربية{[19811]} أنه يسهل الثانية فيجعلها بين الهمزة والألف ، فلا يقع{[19812]} فيه إشباع مدُّ{[19813]} . وقد قرأنا فيه لورش بالمد على القول الأول{[19814]} .

واختُلف في الكاف : فقال البصريون : لا موضع لها من الإعراب ، وإنما هي للمخاطبة{[19815]} .

وقال الكسائي : هي في موضع نصب لوقوع الرؤية{[19816]} عليها ، والمعنى : أرأيتم أنفسكم{[19817]} .

وقال الفراء : هي في موضع رفع ، لأنه لم يرد أن يوقع فعل الرجل على نفسه ، لأنه يسأل عن غيره{[19818]} .

وفرق{[19819]} الكسائي بين ( رؤية ){[19820]} القلب والعين ، فأسقط الهمزة من رؤية{[19821]} القلب ، ( لأن رؤية القلب ){[19822]} معناها : أخبروني عن كذا . وليس ذلك في رؤية{[19823]} العين . ففرق – بطرح الهمزة – بين المعنيين{[19824]} ، وهو خطاب للكفار .

/{[19825]} ومعنى الآية : أخبروني أيها العادلون بالله غيره إن أتاكم عذاب الله ، كالذي جاء من كان قبلكم من الأمم الظالمة ، أو جاءتكم{[19826]} الساعة فبُعثتم للعرض ، أغير الله تدعون في ذلك الوقت إن كنتم محقّين في دعواكم أن آلهتكم تنفع وتضر{[19827]} .


[19801]:ج د: أرأيتم.
[19802]:مطموسة في أ. ب ج د: عبيدة.
[19803]:مطموسة في أ. ب: اريت. وردت ثماني مرات في القرآن، انظر: كشاف القراءات.
[19804]:مطموسة في أ. ب: أريتكم. د: أرأيتم.
[19805]:ب: الأول.
[19806]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ب: يعرض.
[19807]:هي قراءة أبي جعفر في المبسوط 193، وحكاها أبو عبيد عن نافع في إعراب النحاس 1/547، وفي أحكام القرطبي 6/422، ثم علق القرطبي على قول مكي – الذي بين أيدينا – قائلا: (والمد لا يتمكن إلا مع البدل، والبدل فرع عن الأصول، والأصل أن تجعل الهمزة بين الهمزة المفتوحة والألف، وعليه كل من خفف الثانية غير ورش) انظر: أحكامه 6/422، 423.
[19808]:د: وعن.
[19809]:هو عثمان بن سعيد القبطي المصري مولى قريش من كبار القراء، انتهت إليه الرياسة في الإفراء بالديار المصرية، عرض القرآن على نافع عدة مرات، وله اختيار خالف فيه نافعا، وكان ثقة حجة، جيد القراءة، حسن الصوت. انظر: الغاية 1/502، 503.
[19810]:هي من طريق الأزرق في إتحاف فضلاء البشر 2/11.
[19811]:(وتترك الهمز أن شئت، وهو أكثر كلام العرب) انظر: معاني الفراء 1/333.
[19812]:د: يقطع.
[19813]:هي قراءة نافع في إعراب النحاس 1/546، 547.
[19814]:انظر: الكشف 1/431، وانظر: فيه أيضا (باب علل اختلاف القراء في اجتماع همزتين)، خصوصا الفقرة الرابعة والخامسة والسابعة 1/70 وما بعدها. وانظر: الوجهتين لورش في سراج القارئ 208، وغيث النفع 207، وانظر: التفصيل في هذا النشر 1/362 وما بعدها حيث (باب في الهمزتين المجتمعتين من كلمة)، وفيه أيضا 1/390: (باب في الهمز المفرد).
[19815]:انظر: معاني الأخفش 489، وتفسير الطبري 11/351، ومعاني الزجاج 2/246، وإعراب مكي 251، وإعراب ابن الأنباري 1/321.
[19816]:مطموسة في أ. ب ج د: الروية.
[19817]:حكاه الطبري في تفسيره 11/325 عن بعض نحويي الكوفة، وهو قول الفراء أيضا في أحكام القرطبي 6/423.
[19818]:انظر: معانيه 1/333، ونقله عنه الزجاج في معانيه 2/246 وخطأه، وكذا في إعراب مكي 251، 252، وإعراب ابن الأنباري 1/321، وإعراب العكبري 495، وانظر: اللسان: رأي.
[19819]:د:قرق.
[19820]:أ ج د: روية. ب: رءية.
[19821]:مطموسة في أ. ب: رءية. ج د: روية.
[19822]:انظر: المصدر السابق.
[19823]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ب: لا لرية الطلب. ج د: لا لروية الطلب.
[19824]:د: العينين. وفي إعراب النحاس 1/547 أن قراءة عيسى والكسائي: (أريتكم) بحذف الثانية. وانظر: أيضا التفسير الكبير 12/223، وفي اللسان: (رأي) التفصيل لما ورد عن الكسائي.
[19825]:كلها مطموسة مع بعض الخرم.
[19826]:مطموسة في أ. ج: جاءتهم.
[19827]:انظر: تفسير الطبري 11/353.