قوله : { فلما نسوا ما ذكروا به } الآية [ 45 ] .
المعنى : فلما تركوا العمل بما أمروا به على ألسن الرسل{[19855]} .
وقوله : { فتحنا عليهم أبواب كل شيء } أي : استدرجناهم بالنعم التي كنا{[19856]} متعناهم إياها{[19857]} .
روي{[19858]} عن النبي عليه السلام أنه قال : " إذا رأيتَ الله يُعطي العبدَ ما يُحِبّ{[19859]} وهو مقيم على معاصيه ، فإنما ذلك استدراج{[19860]} " . ثم نوع{[19861]} بهذه الآية { فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء } ( إلى قوله { رب العالمين }{[19862]} .
ومعنى : { أبواب كل شيء } أي : كل شيء ){[19863]} كان قد أغلق عنهم من الخير{[19864]} ، جعل مكان الضراء{[19865]} الصحة والسلامة ، ومكان البأساء{[19866]} الرخاء والسعة ، حتى إذا فرحوا بما فتح عليهم من النعيم{[19867]} والصحة اللذين{[19868]} كانا قد أغلق عنهم ، { أخذناهم بغتة } أي : أخذناهم بالعذاب فجأة وهم لا يعلمون{[19869]} .
قال ابن جريج : أخذوا أعجب ما كانت الدنيا إليهم{[19870]} .
{ فإذا هم مبلسون } قال السدي : معناه ، هالكون قد انقطعت{[19871]} حجتهم ، نادمون على ما سلف منهم{[19872]} .
وقال بعض ( أهل ){[19873]} اللغة : معنى { فرحوا بما أوتوا } : ظنوا أنهم إنما{[19874]} أوتوا{[19875]} /{[19876]} ذلك استحقاقا ، قال : والمبلس : الشديد الحسرة الحزين{[19877]} .
قال ابن زيد : الإبلاس أشد{[19878]} من الاستكانة{[19879]} .
وروي عن{[19880]} النبي عليه السلام ( أنه ){[19881]} قال : " إذا رأيت الله يُعطي عبده في دنياه ، فإنما{[19882]} هو استدراج " {[19883]} ، يعطي : يوسع عليه دنياه وهو لا يقلع عن المعاصي . يدل على ذلك الحديث الذي بعده ، ثم تلا هذه الآية " { فلما نسوا ما ذكروا به } الآية [ 6 ] .
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا رأيت الله يعطي العباد ما يشاءون على معاصيهم{[19884]} إياه ، فإنما ذلك استدراج منه لهم " ، ثم تلا الآية{[19885]} .
وقيل : الإبلاس : انقطاع الحجة والسكون{[19886]} .
وقيل : هو الندم والحزن على الشيء يفوت{[19887]} .
وقيل : هو الخشوع{[19888]} . وقال القتبي : ( ( مبلسون ) : يائسون ){[19889]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.