الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَحَآجَّهُۥ قَوۡمُهُۥۚ قَالَ أَتُحَـٰٓجُّوٓنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنِۚ وَلَآ أَخَافُ مَا تُشۡرِكُونَ بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيۡـٔٗاۚ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} (80)

قوله : { وحاجه قومه ( قال أتحاجوني في الله ) {[20630]} } الآية [ 81 ] .

المعنى : وجادل إبراهيم قَومُه في الله ، فقال لهم إبراهيم عليه السلام : أتحاجوني في توحيد الله وقد هداني {[20631]} للإيمان به {[20632]} ، وإخلاص العمل له ، ولست {[20633]} أخاف ما تشركون به {[20634]} أن ينالني بسوء ومكروه {[20635]} .

والهاء للضم ، ( وهو ( ما ) ) {[20636]} . وقيل : الهاء لله جل ذكره ، يعني أصنامهم {[20637]} ، وذلك أنهم قالوا له : إنا نخاف أن نمسك آلهتنا بسوء : من مرض أو خَبْلٍ لسَبِّك لها .

ثم قال لهم : { إلا أن يشاء ربي شيئا } أي : إن أراد {[20638]} أن يصيبني بسوء {[20639]} ( أو خير ) {[20640]} ، فهو لاحقي {[20641]} {[20642]}لاشك {[20643]} .

ووجه حذف النون من { أتحاجوني } {[20644]} أنه استثقل التشديد فحذفت النون الزائدة [ لا ] {[20645]} التي للإعراب ، قال سيبويه : حذفت لكراهة {[20646]} التضعيف {[20647]} .

وقال ( أبو ) {[20648]} عبيدة {[20649]} : حذفت كراهة الجمع بين ساكنين {[20650]} .

وقد أنكر أبو عمرو {[20651]} الحذف وقال : هو لحن {[20652]} ، لأنه تأول أن المحذوف النون التي للإعراب {[20653]} . والمحذوف عند سيبويه والخليل النون الزائدة {[20654]} .

قوله : { وسع [ ربي ] {[20655]} كل شيء علما } أي : [ وسع ] {[20656]} علم ربي كل شيء ، فلا يخفى {[20657]} عليه شيء ، وليس كآلهتكم {[20658]} التي لا تنفع ولا تضر ، { أفلا تتذكرون } أي : تعقلون أنها {[20659]} لا تنفع ولا تضر {[20660]} .


[20630]:ساقطة من ب ج د.
[20631]:ب د هدان.
[20632]:ب: له.
[20633]:ب: ليست.
[20634]:أ: به إلا. وهو خطأ إذا كان فاعل (ينالني) هو (ما تشركون به).
[20635]:انظر: تفسير الطبري 11/488، 489، ومعاني الزجاج 2/268.
[20636]:الظاهر أنها مستدركة في هامش (أ) ومخرومة. وانظر: المحرر 6/94.
[20637]:انظر: المحرر 6/94.
[20638]:ب ج: أراد ربي. د: أرادني.
[20639]:ب: لبسوء.
[20640]:ساقطة من ج.
[20641]:ب: لا خفى.
[20642]:د: (فالنفع والضر لله تبارك وتعالى).
[20643]:انظر: تفسير الطبري 11/489.
[20644]:وهي قراءة نافع وابن عامر في السبعة 261.
[20645]:ساقطة من أ.
[20646]:ب: بكراهة.
[20647]:قال سيبويه في الكتاب 3/519، 520: (وتقول: (هل تفعلن ذاك)، تحذف نون الرفع، لأنك ضاعفت النون، وهم يستثقلون التضعيف...وقد حذفوها فيما هو أشد من ذا (أي حذفوا نونا من نونين لا من ثلاثة)، بلغنا أن بعض الفراء قرأ: (أتحاجوني)... وهي قراءة أهل المدينة، وذلك أنهم استثقلوا التضعيف)، وانظر: ذهاب نون الرفع أيضا في 3/523، 526. وقال في التحرير 7/327: (وذهب سيبويه أن المحذوفة هي الأولى، لأن الثانية جُلبت لتحمل الكسرة المناسبة للياء، ونون الرفع لا تكون مكسورة، وأيا ما كان، فهذا الحذف مستعمل لقصد التخفيف). وهذا الكلام توضيح لما ورد في الكتاب. وانظر: كذلك روح المعاني 3/204.
[20648]:ساقطة من ج د.
[20649]:مخروم آخرها في أ. ب ج د: عبيد.
[20650]:انظر: إعراب النحاس 1/560، وفي المحرر 6/94 قول الفارسي: (لا يجوز أن تحذف الأولى، لأنها للإعراب، وإنما حذفت الثانية التي هي توطئة لياء المتكلم، كما حذفت في (ليتي)).
[20651]:د: عمر. والذي قرأها هو وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي: (أتحاجوني) مشددة، في السبعة 261.
[20652]:انظر: إعراب النحاس 1/560، وأحكام القرطبي 7/29.
[20653]:انظر: الحديث عن حذف النون الأولى والثانية في إعراب مكي 258، والكشف 1/436، و437، وإعراب ابن الأنباري 1/328، وإعراب العكبري 513. قال في تفسير البحر 4/169. وقال مكي: (الحذف بعيد في العربية، قبيح مكروه، وإنما يجوز في الشعر للوزن، والقرآن لا يحتمل ذلك في إذ لا ضرورة تدعو إليه)، وقول مكي ليس بالمرتضى). وعقب في التحرير 7/328 على قول أبي عمرو بقوله: (فإن صح ذلك عنه فهو مخطئ في زعمه، أو أخطأ من عزاه إليه).
[20654]:انظر: التعليق على قول سيبويه السابق قبل قليل.
[20655]:ساقطة من أ.
[20656]:ساقطة من أ ج د.
[20657]:د: يخاف.
[20658]:ب: كآلهتهم.
[20659]:ج د: آنهم.
[20660]:انظر: تفسير الطبري 11/489.