قوله : { من يصرف عنه يومئذ } الآية [ 17 ] .
من قرأ { يصرف } بضم الياء وفتح الراء{[19280]} ، فعلى ما لم يُسمَّ فاعله{[19281]} . ومن فتح الياء وكسر الراء{[19282]} ، فعلى إضمار ، والتقدير : ( من يصرف الله عنه العذاب{[19283]} ) يومئذ{[19284]} .
والأول أحسن عند سيبويه ، لأن الإضمار كلما{[19285]} قل كان أحسن{[19286]} . فتقدير من ضم الياء : من يُصرف عنه يومئذ فقد رحمه الله ، ففي { يصرف } ذكر العذاب المتقدم{[19287]} ، ويضمر الاسم بعد ( رحمه ){[19288]} ، وفي الفتح يضمر الاسم والعذاب جميعا{[19289]} .
وقيل التقدير – في قراءة من فتح الياء – من يصرف ( الله ){[19290]} عنه شر يومئذ{[19291]} ، ثم حذف المضاف{[19292]} .
وفي قراءة عبد الله وأبي : ( من يصرف الله عن يوم القيامة ){[19293]} ، وهذا شاهد لمن قرأ بالفتح{[19294]} .
واحتج بعضهم لقراءة من فتح الياء أنه قريب من اسم الله ، كأن تقديره : من يَصرف ربّي ( العذاب عنه ){[19295]} فقد رحمه ، واحتج أيضا بقوله : { فقد رحمه } ولم يقل : ( فقد رُحم ){[19296]} ، فجريان{[19297]} آخر الكلام على أوله أحسن من مخالفته لأوله{[19298]} . قال : ولو قلت : ( من وهب لك درهما فقد أكرمك ) ، كان أحسن من أن تقول : ( من وُهِبَ له درهم فقد أكرمه{[19299]} ) ، وقولك : ( من يؤخذ منه ماله{[19300]} ، فقد ظُلم ) أحسن من قولك ( من يؤخذ منه ماله فقد ظلمه ) ، وهو بعيد في الكلام وكذلك من قرأ : ( من ){[19301]} يُصرف عنه يومئذ فقد رحمه{[19302]} .
وقراءة الفتح اختيار أبي عبيد وأبي حاتم على معنى : من يصرف الله عنه يومئذ عذابه فقد رحمه{[19303]} .
{ وذلك } : إشارة إلى صرف{[19304]} العذاب ، و{ الفوز }{[19305]} : النجاة من الهلاك ، والظفر بالمطلوب ، { المبين } ( أي ){[19306]} الظاهر{[19307]} لمن وفقه الله{[19308]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.