الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ} (2)

- ثم قال تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) {[69326]} [ 2 ] .

أي : خلق {[69327]} الموت ليميت الأحياء ، وخلق الحياة ليحيي الموتى . وفعل ذلك ليختبركم {[69328]} في حياتكم وطول إقامتكم في الدنيا ، أيكم أحسن عملا فيجازيه على ذلك في الآخرة . وقد {[69329]} علم تعالى كل ما هم عاملون ، وعلم الطائع والعاصي/قبل خلقهم ، لكن {[69330]} المجازاة إنما تقع بعد ظهور {[69331]} الأعمال ، [ لا يجازى ] {[69332]} أحد ( بعلم الله فيه دون ظهور عمله ) {[69333]} .

فالمعنى : ليختبر وقوع ذلك ( منكم ) {[69334]} على ما سبق في علمه وقضائه . وتقديره : من خير وشر احتسابا منكم .

قال قتادة : أذل الله ابن آدم بالموت ، وجعل الدنيا دار حياة ودار فناء ، وجع الآخرة دار جزاء وبقاء {[69335]} .


[69326]:-أ: والحياة الآية: وتمامها:( عملا وهو العزيز الغفور).
[69327]:-أ: أي الذي خلق.
[69328]:- انظر: الغريب لابن قتيبة, ص: 474.
[69329]:-أ ث: فقد.
[69330]:-أ ث: ولكن.
[69331]:-أ ُ: تقع على فعل ظهور.
[69332]:-م: لا يجازوا.
[69333]:-أ: لا يجازي أحدهم الله فيه دون ظهور عمله- وما بين قوسين ساقط من ث.
[69334]:-ساقط من أ.
[69335]:-انظر جامع البيان 29/1 وأخرج أيضا عنه قال:(( إ، أذل ابن آدم بالموت)). وانظر: ه في الدر 8/234 نقلا عن عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.