الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡـٔٗاۖ وَٱلۡأَمۡرُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ} (19)

- ثم فسر بعض شأن ذلك اليوم فقال : ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا . . . ) ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا . . . )

أي : ذلك اليوم يوم لا تملك فيه نفس لنفس {[74226]} نفعا ولا ضرا . ومن رفع ( يوم لا تملك ) {[74227]} جعله بدلا مما قبله ، أو على إضمار مبتدأ ، أي [ هو يوم لا تملك ] {[74228]} .

واختار الفراء والكسائي [ الرفع فيه ] {[74229]} لأنه مضاف إلى مستقبل {[74230]} ، ولو كان مضافا {[74231]} إلى ماض لآثروا الفتح {[74232]} فهو عندهم {[74233]} في الاختيار معرب إذا أضيف إلى معرب ومبني إذا أضيف إلى مبني {[74234]} .

ويجوز في المستقبل من البناء على لفتح مثل ما جاز في الماضي . ومن فتح ( يوم لا تملك ) {[74235]} فعلى الظرف ، أي : [ الدين ] {[74236]} في يوم تملك {[74237]} .

ولا يجوز عند الخليل وسيبويه : أن يكون مبنيا وهو [ مضاف ] {[74238]} إلى معرب ، إنما يجوز ذلك إذ أضيف إلى ماض {[74239]} .

وأجاز الفراء أن يكون مبنيا وإن كان {[74240]} مضافا إلى معرب ، وأن يكون منصوبا معربا ، وأن يكون- إذا كان مبنيا- في موضع نصب على الظرف ، وفي موضع رفع على إضمار مبتدأ {[74241]} .

- ثم قال تعالى : ( والامر يومئذ لله )

أي : والأمر كله-يوم الدين- لله ( أي ) {[74242]} ، ليس لأحد من خلقه أمر ولا نهي يومئذ .

ومن رفع ( يوم لا تملك ) على البدل من ( يوم ) مرفوع قبله أو فتحه- وهو في موضع رفع على البدل منه أيضا- أو نصبه على البدل من ( يصلونها ( يوم الدين ) {[74243]} ) لم يبتدئ به {[74244]} . ومن رفعه على إضمار مبتدأ أو نصبه على إضمار فعل بمعنى : اذكر يوم لا تملك ، أو فتَحَه وهو في موضع رفع على إضمار مبتدأ ، ابتدأ به .


[74226]:ث: لنفس لنفس.
[74227]:قرأ بالرفع: (يَوْمَ..) بعض قراء البصرة في جامع البيان 30/90 وابن كثير وأبو عمرو في السبعة: 674 والعنوان: 204 والمبسوط: 465 حيث ذكرها –أيضاً-: عن يعقوب. والمحرر: 16/247 حيث حكاها أيضاً عن ابن علي أبي إسحاق وعيسى وابن جندب. وانظر: البحر: 8/437.
[74228]:م: يوم يقوم هؤلاء يملك. أ: هذا يوم لا تملك. وانظر: معاني الزجاج: 5/296 والحجة لابن خالويه: 365 والكشف: 2/364 والحجة لأبي زرعة: 753 وزاد المسير9/50 وتفسير القرطبي: 19/249.
[74229]:م: في الرفع فيه أ: الرفع.
[74230]:انظر: معاني الفراء 3/244-245.
[74231]:ث: مضاف.
[74232]:أ: لا ترى الفتح.
[74233]:أ: عندهما. والضمير بذلك يعود على الفراء والكسائي، وأما قوله: آثروا"... و"عندهم" فالضمير فيهما –حسب النسخة الأصل- يعود على العرب. كما يدل عليه نص الفراء في هامش [4].
[74234]:انظر: المصدر السابق.
[74235]:قرأ بالفتح (يَوْمَ...) عامة قراء الحجاز والكوفة في جامع البيان: 30/90 وحمزة والكسائي ونافع وابن عامر وعاصم في السبعة: 674 والمبسوط: 465 حيث ذكره أيضاً عن أبي جعفر وخلف وانظر: المحرر: 16/248 حيث حكى الفتح أيضاً عن الحسن وشيبة والأعرج.
[74236]:م، ث: الذين.
[74237]:انظر: الحجة لابن خالويه: 365 والكشف: 2/364 والحجة لأبي زرعة: 753.
[74238]:ساقط من م.
[74239]:انظر: الكتاب: 2/330 وإعراب النحاس: 5/171 والقطع: 767.
[74240]:أ: وأن يكون.
[74241]:لم أقف على هذا النص عند الفراء في معانيه: 3/244-245.
[74242]:ساقط من أ، ث.
[74243]:ساقط من أ.
[74244]:يعني أنه ينبغي أن يصل قوله: (يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ) بقوله قبله: (ثُمَّ ما أدراك ما يوم الدين) فلا يبتدئ به إلا موصولاً بما قبله.