وقوله تعالى : ( أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ ) أي تعلمون أن لله من في السموات ومن في الأرض : كلهم عبيده وإماؤه ، فكيف قلتم : إن فلانا ولده ؟ وإن له شريكا ؟ ولا أحد منكم من عبيده وإمائه ولدا ولا شريكا كقوله : ( ضرب لكم مثلا من أنفسكم ) الآية [ الروم : 28 ] فعلى ذلك هذا . وكيف يحتمل أن يتخذ ولدا ، وله ملك ما في السموات والأرض ؟ وإنما يُتَّخذ في الشاهد الولد لإحدى خصال ثلاث : إما للاستنصار على غيره ، وإما لحاجة تمسه ، وإما لوحشة أصابته .
فهو غني له ملك السموات والأرض ، لا حاجة تسمه ، فكيف نسيتم الولد وإليه الشريك ؟ وما قالوا فيه مما لا يليق به ، وقد ذكرنا هذا في ما تقدم . ويخبر[ في الأصل وم : يخبره ] عن غناء عما يأمرهم ، وينهاهم ، ويتعبدهم ؛ أي ليس يأمر ، وينهى ، ويتعبد بأنواع العبادات ، ويمتحنهم بأنواع المحن بحاجة له أو لمنفعة له في ذلك ، ولكن لمنفعة لهم في ذلك .
وقوله تعالى : ( وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ ) أي ما يتبعون في ما يدعون من دون الله من الشركاء بالحجج و البراهين أو الكتاب بيقين أو رسول ، إنما يتبعون بالظن والحذر ( وإن هم إلا يخرصون ) إي ما هم إلا يكذبون في ما يتبعون بدعائهم دون الله لأنهم كانوا أهل شرك لم يكونوا أهل كتاب ولا آمنوا برسول ، فهم قد عرفوا أنهم مفترون كاذبون في اتباعهم دون الله ؛ إذ سبيل معرفة ذلك الكتاب أو الرسول ، ولم يكن لهم واحد من ذلك ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.